معظمنا يحبّ إعداد أطباق البيض بطرقه المتعددة والمختلقة، للاستمتاع بخصائصه الغذائية الغنية، وطعمه الذي لا يقاوم. لكن، هل تعلمين أنّ أحد أخطر طرق طهي البيض، هي عن طريق المايكروويف؟
ففي حادثة غريبة من نوعها، قبل بضع سنوات، قصد مواطن أمريكي أحد المطاعم المفضلة لديه، فاختار طبقاً يحتوي على البيض المسلوق، لكن لسوء حظه ما إن طرق البيضة لتقشريها، حتى انفجرت في وجهه مسببة له حروقاً من الدرجة الثالثة، إضافة إلى تأثر حاسة السمع لديه بقوة الانفجار، حسبما ذكر موقع لايف ساينس.
تبيّن بعد ذلك أن البيضة تم طهيها داخل جهاز المايكروويف، ممّا حذا بالزبون إلى رفع دعوى قضائية على صاحب المطعم.
لكن لماذا انفجرت البيضة بهذه الطريقة الغريبة؟
إثر الحادثة، تم تعيين شركة تشارلز سالتر أسوسياتس، وهي شركة مقرها سان فرانسيسكو متخصصة في الصوتيات، لتقديم شهادة الخبراء في القضية المرفوعة. وعلى وجه التحديد، تم توظيفهم للإجابة على هذا السؤال: هل يمكن للبيض المتفجّر أنْ يخلق موجة ضغط قوية، بما يكفي للتسبّب في تلف السمع؟
وقام الخبراء ناش و فون بلون بالتجربة بأنفسهم على ما يقرب من 100 بيضة، لسلقها ومشاهدة النتيجة بأنفسهم. الأصوات التي سجلوها كانت مرتفعة جداً بموجات ضغط وصلت ذروتها ما بين 86 و 133 ديسيبل. كان هذا أقرب إلى صوت دراجة نارية نموذجية على بعد 10 أمتار، و من صوت طائرة نفاثة على بعد 30 متراً.
تأكد أنّ انفجار البيض يحدث ضوضاء أكثر مما توقعوه، وأنه يحدث بعض الضرر على حاسة السمع، لكن بالوقت نفسه هناك "احتمال ضعيف" من أن يتسبّب في فقدان السمع بالكامل، بحسب الباحثين.
ودعم الخبراء نتيجة التجربة بحقيقة أن البيضة المسلوقة ليست قوية بما فيه الكفاية، لاحتواء ارتفاع ضغط البخار الداخلي، حيث أن هناك غشاءً رقيقاً للغاية - المصمم لاحتواء فرخ الدجاجة - قد يسمح ببناء ضغط داخلي قوي، يتسبّب في انفجاره عند أيّ تدخّل لكسر قشر البيضة أثناء غليانها.
بحسب الخبراء: "ربما يكون الأمر أكثر دقّة عندما نشبه طهي البيض بغليان للماء، عندما يصل إلى درجة عالية وخطيرة". لذا من الأفضل اللجوء للطرق التقليدية لطهي البيض وسلقه في الماء، عوضاً عن المايكروويف إذا اقتضى الأمر.