تعدّ المؤسسة التي تعمل فيها المرأة، من أهم الأماكن في حياتها، لكونها تقضي أغلب وقتها فيها، ومن الطبيعي حتى تنجز مهامها دون تعقيدات ومعيقات، لا بدّ وأن تتميّز بيئة عملها بالإيجابية، والتحفيز، والتعاون، والتبادل الفعال بين الموظفين.
إلا أنه وعبر التاريخ المهني، تجتاح بيئات الأعمال بعض السلوكات السلبية الضارة، كالنميمة بين الموظفات بغرض تحقيق مصلحة أحداهنّ على حساب الأخرى، الأمر الذي يعكر صفو الأجواء، ويحوُّلها إلى ظروف تهدد نجاحهنّ وتقدمهنّ، ما ينعكس سلباً على مصالح المنظمة وإداراتها.
فلماذا النميمة بين الموظفات؟
أفاد مستشار الإدارة وتطوير الأعمال حسام جبر لـ "فوشيا" أن النميمة من أخطر ما يمكن أن تواجهه المرأة العاملة في بيئة عملها.
وبيّن جبر أنّ خللاً إدارياً في بعض المؤسسات تسمح به إداراتها لهذا السلوك، من خلال اتخاذ عميلات أو بمعنى أصح "أعين" لهم لنقل الأخبار والمعلومات المتداولة بين أوساط الموظفات، هذا من ناحية الإدارة.
ومن جهة الموظفة، فإن التسلّق والوصولية، يصبحان غاية عندها للوصول للسلطة، وكسب الثقة وتحقيق التميز على حساب الآخرين، لا سيما أن ضعف كفاءة الموظفة، يجعلها تمارس النميمة للتغطية على ضعفها، كون البيئة الإيجابية تهدد مصيرها.
وأضاف قائلاً: "إن النميمة تؤثر سلباً على الدافعية، وحرية التفكير، وحب العمل، وستُظهر جوانب لا تحمد عقباها جراء حب الذات والشخصنة والتجمعات السلبية، قد تصل إلى حرب عصابات أحياناً، مما يؤجج المنافسة السلبية، وفقدان الموظفة ثقتها بنفسها وفي مؤسستها وفي فريق العمل الواحد".
كيف تتعاملين مع النمّامين؟
ولمجابهة النميمة في العمل، نصح المستشار جبر بضرورة اتباع الموظفة بعض الاستراتيجيات الفعالية، منها:
المواجهة المباشرة: تحت شعار "لا للخوف نعم للمواجهة"، عليكِ أن لا تكوني صاحبة "أذن كبيرة" تسمع كل شيء وتنقل كل شيء، بل واجهي الأطراف مع بعضهم، واكشفي الحقائق أمام الآخرين وبكل وضوح وشفافية.
التوثيق الفعال: عليكِ بتوثيق كل شيء تقومين به لتضمني حقكِ، بالطرق التي ترينها مناسبة كي تكون مرجعاً لكِ، ولا أحد يستغلها ضدكِ .
التجاهل الإيجابي: لأن النميمة سلوك الضعفاء والإدارات البائسة، عليكِ بالعمل وإثبات نفسكِ من خلال العمل المُتقن، والنظر أمامكِ دائماً وعدم النظر خلفكِ، وتجاهلي ما يبعدكِ عن هدفكِ.