من الأكل إلى أسلوب الحياة الكسول .. أهم أسباب العقم عند الرجال اليوم

في الزمن الماضي، ما إن يتزوج الرجل، حتى يزفّ لعائلته بعد أشهر قليلة خبر حمل زوجته، وتكاد عائلات لا تُذكر تعاني من مشكلة عُقم ابنها المتزوج.

وفي الوقت الحاضر، يبدو أن أمنية وجود طفل في حياة الزوجين عند ما نسبته من 10 – 15% بحسب الإحصائيات العلمية، أصبحت صعبة المنال وتحتاج لصبر ووقت لتحقيقها، بينما يحصل عليها آخرون بسهولة.

فما هي الأسباب وراء زيادة حالات العقم وتأخر الإنجاب؟

أكد أخصائي أمراض الذكورة والعقم الدكتور محمد حمدان لـ "فوشيا" أن هناك أسباباً رئيسية اتصف بها الجيل الحالي عن سابقه في تأخير عملية الإنجاب، يترأس هذه الأسباب طبيعة الأطعمة التي يتناولها شبابنا، والعادات التي يمارسونها في المرتبة الثانية، وآخرها البيئة.

فمن حيث طبيعة الأطعمة، أشار حمدان أنها كانت في الماضي صحية وطبيعية، بخلاف ما يتناوله الجيل الحالي من طعام يحتوي مواد حافظة، فضلاً عن الدهون المشبّعة فيه، مما يزيد من نسبة السُّمنة عندهم.

وتابع تأكيده بأن السُّمنة، والتي تشكلت جراء قلة الحركة والتحرّك والخمول، تلعب دوراً رئيسياً في نقص الخصوبة؛ فلو نظرنا لحياة أجيالنا السابقة لوجدناهم كثيري الحركة، بخلاف الخمول الذي يصيب جيلنا الحالي، نتيجة اعتماده في تحركاته على السيارة، وقضاء معظم أوقاته في العمل أو المنزل، ما يُراكم عنده الدهون والكوليسترول، فضلاً عن عدم تعرضه لأشعة الشمس.

وأما التدخين الذي بات منتشرا بين الجيل الحالي أكثر من السابق، فهو من أكثر العوامل التي تسبب العقم عند الرجال، لأن النيكوتين يقلل من عدد الحيوانات المنويّة ويزيد من تشوههم، بحسب حمدان.

وللبيئة، وما تحتويه من ملوثات عديدة مثل غاز أول أكسيد الكربون الناتج من عوادم السيارات، وكذلك نسبة تلوث المياه المرتفعة، فضلاً عن الخضراوات والفواكه التي تُرش بالمواد الكيماوية، حتى أعلاف الحيوانات لم تنجُ من الملوثات والكيماويات، كلها عوامل أثرت فعلياً على خصوبة الرجل وقدرته على الإنجاب.

وما هي الحلول لتلك المشكلة؟

أوضح الأخصائي حمدان أن الحلول تكمن بنصيحة الرجال كافة سواءً كانوا عقيمين أو أصحاء أن يتوقفوا عن التدخين ويمارسوا الرياضة بشكل مستمر، والتخفيف من الأطعمة التي تحتوي على الدهون.

وأما عن الحلول الطبية، فتكمن بإجراء فحوصات للمريض، وأخذ تاريخه المرضي بالتفصيل، بالإضافة إلى فحص خصيتيْه للتأكد من عدم وجود "دوالي الخصية".

بالإضافة إلى ذلك، يتم فحص السائل المنوي وكذلك الهرمونات الجنسية لدى الرجل العقيم، وفي حالات الضعف البسيطة يتم علاجها بمكملات غذائية وفيتامينات خاصة. أما في حالات الضعف الشديد فيتم التدخّل الجراحي، وفي أسوأ الحالات، يمكن عمل حقن مجهري أو أطفال أنابيب حسب حالة الزوجين ورضاهما عن ذلك.