يقول جبران خليل جبران: "ليس أصعب من حياة المرأة التي تجد نفسها حائرة بين رجل يحبها ورجل تحبه".
ليس بالأمر الطبيعي أن تقع الفتاة في حبّ وهوى من يهملها ولا يكترث لها، إلا بهدف السعي وراء تحقيق طموحاتها من خلاله، بالمقابل، ترفض من يبادلها الحب والتقدير والتضحية لأجل سعادتها.
وقد تدرك تلك الفتاة أنها خسرت الرهان جراء وقوعها في خيار عاطفي خاطئ، لن تحصد منه إلا الفشل، وذلك لانعدام خبرتها الحياتية في الأمور العاطفية.
فما هي دوافعها لفعل ذلك؟
غالباً تواجه الفتاة مشاعر الحب للمرة الأولى وتشرع اللحاق بخيارات قلبها بدلاً من عقلها، دون تحقيق التوازن بينهما كي تختار من يناسبها، فلو تزوجت بشخص غير الذي ارتبط قلبها به، فهذا سيثير الكثير من علامات التساؤل والاستفهام عن سبب فِعلتها هذه.
ويُرجع خبراء اجتماعيون السبب الرئيس لذلك إلى الفروقات الكبيرة بين الشاب الذي تحبه ومستقبله المجهول، الذي ما زال في بداية طريقه ويحتاج للوقت والمال ليتحمل أعباء الزواج، ما يعني انتظاره لوقت غير محدد. بالمقابل، قد يتقدم لها شاب يتصف بالجاهزية الكاملة، ما يجعلها تقبل به معزّية نفسها بأنها ستحبّه مع العِشرة والمعاملة الطيبة التي ستصنع لها حباً حقيقياً بعيداً عن الأوهام التي طالت مدتها مع حبيبها السابق.
والسبب الآخر، أن الفتاة في وقتنا الحالي تبحث عمّن يسعدها وتعيش معه برفاهية كي تواكب فتيات عصرها، فمن غير الطبيعي أن ترتبط بشاب "فقير" يدعوها أن تصبر معه على مشاق الحياة، وأن يبدآ حياتهما من الصفر، والتضحية باسم الحب الذي يجمعهما بكماليات الحياة إلى أن تتحسّن ظروفه.
أهل الفتاة، لهم الدور الأساسي في إنجاح علاقة الفتاة أو إفشالها، ففي مجتمعاتنا العربية يصعب عليها الارتباط بشاب تحبه ولكنه مرفوض من قِبل أسرتها.
من تختار بينهما؟
نصح الخبراء الاجتماعيون بأن تتوقف الفتاة مع نفسها وتعرف ما الذي تريده في حياتها كي تكون سعيدة، وأن تحدد خطة المستقبل بنفسها. ومن بعدها، لها أن تقرر مواصفات الشخص الذي سيساعدها على تحقيق ما تحلم به والذي ستشعر معه بالتوافق والاتفاق في الرؤية العامة للحياة معه.
ففي الشاب الذي تحبه صفات تمنحها الحب والأمان، ولكنه قد لا يوفر لها كل ما كانت تطمح له، في ما لو ارتبطت بالشاب الذي لا تحبه قد يوفر لها كل الكماليات التي رسمتها وخططتها لحياتها، وإن كان لا يناسبها وغير متوافق معها.