الرائحة الحلوة الصادرة من الحلوى الساخنة لدى إخراجها من الفرن تشعرك بالدفء في داخلك، ورائحة الزهور المنعشة في فصل الربيع وغيرها تخلق لديك مشاعر مبهجة، فالرائحة تؤثر فعلا على العواطف.
وفي دراسة قامت بها مارلينا إيلو، الباحثة في علم الأعصاب الإدراكي في المدرسة الدولية للدراسات المتقدمة في إيطاليا: وتبحث فى الروابط بين الرائحة والمشاعر، وجدت أنه "في أدمغتنا هناك تداخل جزئي بين المناطق التي تتعامل مع الإدراك الشمي وتلك التي تعالج المشاعر".
ولكن ماذا يحدث لحاسة الشم لديك إذا كان لديك مشكلة في التعبير عن عواطفك؟
في هذه الدراسة، تبحث ايلو وزملاؤها في كيفية تأثير بعض الروائح على الناس الذين لديهم حالة نفسية تعرف باسم أليكسيثيميا، وهذه الحالة تتعلق بأشخاص لديهم صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، ويعاني منها واحد من كل عشرة أشخاص.
من يعانون من هذه الحالة لديهم صعوبة في التعامل مع العواطف المختلفة، مثل الفرح والغضب أو الاشمئزاز. وقد اتضح أن هذه الحالة تؤثر على كيفية استجابة الناس للروائح المختلفة.
في تجربتها قامت أيلو بتعريض المشاركين في التجربة لروائح مختلفة في شدتها، وقد وجد الباحثون تغيرا في معدل ضربات القلب لدى المشاركين تبعا لدرجة المرض وتبعا لمستوى الإثارة الذي شعر به الشخص بسبب الرائحة التي تنشقها.
ووجد الباحثون أن الأفراد الذين يعانون من مستويات متوسطة إلى عالية من مرض أليكسيثيميا أظهروا استجابة فسيولوجية أكبر للروائح، فقد ارتفعت لديهم معدلات ضربات القلب مقارنة مع الأفراد الذين يعانون من مستويات منخفضة من هذا المرض.
وعلاوة على ذلك، كشفت نتائج الدراسة أيضا أن رد فعل المشاركين الذين يعانون من ضعف القدرة على التعبير عن عواطفهم، كان مختلفا عن رد فعل المشاركين الذين يعانون من عدم القدرة على الخيال والإبداع.
فإذا كنت تعانين من عدم القدرة على التعبير عن مشاعرك، ربما عليك مراجعة الطبيب وفحص ردات فعلك بواسطة أنفك.