حذرت دراسة أكاديمية نشرتها صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مما يسميه علماء النفس بـ "هرشة السنة السابعة من الزواج"، وهي مظاهر الحيرة أو الاكتئاب الناتج عن الملل أو عن الإحساس بالهجران العاطفي الحميم.
وهي تتحدث عن الجريمة الأخلاقية في الخيانة الزوجية، وتستعرض سيئاتها وآثارها النفسية والاجتماعية الثقيلة من أحاسيس الذنب والانكسار النفسي والوجداني، وبالذات على المرأة.
الدراسة التي جرى إعدادها في جامعة بيرمنغهام، تستهدف توعية النساء بالذات، إلى ما يستجد ويتراكم بعد انتهاء "سنة العسل" الأولى أو بعد ولادة الطفل الأول؛ فالالتزامات العائلية مضافاً لها التزامات العمل، ومصاعب الحياة المتزايدة، تجعل بعض النساء يكتسبنَ مشاعر "القلق العاطفي" من الفجوة الحميمة المتزايدة، أو البرود الجنسي الذي ربما يعقب الحمل والولادة، وهو ما يستوجب وعياً إضافياً من المرأة على أن مثل هذه الأشياء عادية ولا تستوجب البحث عن شركاء عاطفيين جدد.
نسب الطلاق المترتب على الخيانة
الدراسة أجريت في بريطانيا على حوالي 423 امرأة، اعترف حوالي 42% منهنّ أن أول خياناتهنّ الزوجية حصلت بعد 7 – 10 سنوات من الزواج، وأن 28% منهنّ انتهت خيانتهنّ بالطلاق بعد ذلك ما بين 2- 4 سنوات.
تقول الدراسة: "إن محفزات دفع بعض النساء للبحث عن ملجأ عاطفي خارج نطاق البيت، أساسها البحث عن الاهتمام". فانشغال الزوج بمتطلبات العمل وهو في سن الثلاثين تجعله أقل اهتماماً بالحاجات العاطفية الصغيرة لزوجته المشغولة هي الأخرى بما يستنزفها من الأعمال داخل وخارج البيت.
لعبة العلاقات العاطفية
وتستذكر الدراسة أن "العلاقات العاطفية" هي لدى البعض من النساء والرجال، مجرد "لعبة شيقة" لتجديد وإشعال الأحاسيس وهو ما تسميه الدراسة "حب الاستطلاع".
وتضيف أن حب الاستطلاع لدى الجنسين يتغذى من الملل والرغبة بإعادة اكتشاف النفس، وهي مشاعر تتراكم تدريجياً لتبدأ بالظهور والضغط على المرأة بعد السنة السابعة من الزواج، وحتى السنة العاشرة، ويُقال إنها تحصل عند الرجال بعد الأربعين.
وتنتهي الدراسة في تحذيراتها من هذه "الهرشة"، إلى القول بأن ما يُحصّن المرأة تجاه البحث عن شركاء عاطفيين جدد، هو إيمانها بنفسها وثقتها بجمالها وذكائها، مع سعة أفق ثقافي تجعلها تدرك أنها أقوى من أن تستسلم لهواجس حب الاستطلاع العاطفي وهو الذي يمكن أن تعيد اكتشافه داخل بيتها.