رغم كل ما استجدّ على ثقافة المرأة والرجل، فإن العديد من النساء يعتقدنَ بصواب الحكمة القديمة: "لا تكذبي عليه، ولكن لا تقولي له كل شيء".
ويبقى التساؤل المطروح: هل من حق الخطيب التعرف على ماضي خطيبته بما يحمله من علاقات عاطفية سابقة؟ وهل يجوز لها أن تكذب عليه إذا أصر على معرفة ماضيها العاطفي؟
أبرز الحالات التي يجري فيها تطبيق نصيحة الأم والجدة للبنت "لا تكذبي، ولكن لا داعي لأن تقولي له كل شيء"، هو موضوع اعتراف البنت لخطيبها بعدد الرجال الذين عرفتهم قبله.
أول شروط الالتزام بهذه النصيحة المجرّبة، هي أن لا تتبرع الفتاة بالاستعراض أمام خطيبها بعدد الذين تقدموا لها بعروض الزواج؛ فهو إن لم يطلب هذه المعلومة، فإن التبرع بقولها يصبح نوعاً من الثرثرة والتسلية التي لا تعرف البنت أين تنتهي وكيف سيفهمها خطيبها.
وما دام أن "الحكي يجرّ بعضه" كما يقال، فإن تبرع البنت بالكلام عن معارفها القدامى وعدد الخاطبين الذين رفضتهم أو فسخت خطبتها معهم، سيجرّ كلاماً كثيراً ويترك الباب مفتوحاً للشكوك والتأويلات.
فماذا تفعل إذا سُئلت عن علاقاتها العاطفية السابقة؟
من هذه الناحية، قالت الدكتورة في علم النفس الإعلامي سهير السوداني لـ "فوشيا" إن الفتاة يجب أن لا تتفاخر بعدد من عرفتهم أو من تقدموا لخطبتها، لأنها إنْ فعلت ذلك من منطلق إعطاء "هالة" عن نفسها وبأنها كانت فتاة مرغوبا بها من الرجال، فهذا تفاخر غير محبّب.
وأما إذا كان قصدها إيجابياً، كي تثبت لخطيبها أنها اختارته من كل من تقدموا لها، وأن قبولها به لامتلاكه للصفات التي تريدها والتي رسمتها لحياتها، فهذا شيء جيد.
وفي الوقت نفسه، أكدت السوداني بضرورة عدم طرح الخطيبة لهكذا مواضيع أمامه أبداً، لأن ماضيها صندوق مغلق، ليس من الضروري أن يعرفه أحد.
وبيّنت أن ماضي الزوجة العاطفي من حقها ما دامت لم ترتكب أي خطأ يتنافى مع الأخلاق، لأنه من الطبيعي أن يكون لكل شاب وفتاة تجارب عاطفية قبل الزواج.
ونصحت السوداني أي مقبليْن على الزواج بأن لا يبدآ حياتهما بالبحث عن القضايا والأمور والخبايا لكلٍّ منهما، لأنها ستؤثر على حياتهما سلباً، ويجب أن يعرفا أن الماضي حقّ وملكٌ لكل شخص، والبحث فيه يزرع الشكوك والخلافات التي قد يصعب حلّها لاحقاً.