بدأت العديد من المستشفيات بإحضار المولود الجديد للأم فور ولادته لتحتضنه بحيث تلامس بشرته بشرة الأم مباشرة لأطول فترة ممكنة. ويعود ذلك إلى أن أبحاثا عديدة أخذت تشير إلى أن الاتصال الجسدي المباشر بين الطفل والأم له آثار إيجابية على الأطفال، إذ يقلل بشكل فعال من البكاء، ويجعل الطفل ينام بشكل أفضل ويساعده في بدء الرضاعة الطبيعية.
آثار طويلة الأمد
تشير الأبحاث إلى أن هذه الملامسة لها آثار طويلة الأمد، خاصة بالنسبة للأطفال الخدج الذين يحتاجون عادة إلى حاضنات بعد الولادة ولا يحصلون على هذا الاتصال المباشر مع أمهاتهم. فعلى سبيل المثال،الأطفال الخدج الذين يحصلون على العلاج بالتدليك في المستشفى أثناء وجودهم في حاضناتهم يكتسبون وزنا أكبر، كما تكون فترة إقامتهم في المستشفى أقصر من الأطفال الخدج الذين لا يتلقون العلاج باللمس. كما أن من حصلوا على تواصل باللمس مع أمهاتهم كانوا أقل توترا وينامون بشكل أفضل، وبعض القدرات المعرفية لديهم أفضل من الأطفال الذين ظلوا في الحاضنة دون تلامس جسدي مباشر.الأهم من ذلك، أن آثار هذا التلامس الجسدي كانت واضحة في الأطفال بعد مرور 10 سنوات.
طفل هادئ وسعيد
القليل من الاتصال الجسدي يمكن أن يفعل الكثير للحد من التوتر. وإذا كنت كثيرا ما سمعت من أمك أن احتضان الطفل أو حمله كثيرا قد "يفسده" لأنه سوف يعتاد على ذلك، لا تصدقي، فالحقيقة هي أنه ليس هناك دليل على ذلك، بل على العكس، معظم الدراسات تشير إلى أن حمل الطفل والملامسة الجسدية تجعله طفلا هادئا وسعيدا.
ووجدت دراسة حديثة أن البالغين الذين حملتهم أمهاتهم واحتضنتهم كثيرا عندما كانوا أطفالا رضعا يتمتعون بصحة أفضل، كما أن أداءهم ونجاحهم في وقت لاحق من الحياة كان أفضل، ولوحظ أنه كلما زادت مرات وزمن الاحتضان كان أداؤهم أفضل.
والكبار أيضا
التلامس الجسدي لا يؤثر على الأطفال الرضع فقط، فقد خضع عدد من الأزواج في إحدى الدراسات لتجربة بسيطة، إذ تم وضع الزوج في جهاز الرنين المغناطيسي، وقيل له إنه سيصاب بصدمة كهربائية خفيفة على الكاحل. وأجريت التجربة دون وجود الزوجة في الغرفة، ثم أعيد إجراؤها والزوجة تمسك بيد زوجها، ولوحظ أن استجابة الدماغ كانت أكثر استرخاء، كما لوحظ إنه كلما زادت سعادة الزوجين في علاقاتهما، كانت استجابة الدماغ لتخفيف الصدمة أفضل.
ما عليك أن تعرفيه جيدا هو أن التلامس المباشر مفيد للكبار كما هو مفيد للأطفال الرضع، لذلك حين يمر أحد أفراد الأسرة بوقت عصيب من القلق أو التوتر فإن عليك احتضانه... وحين تشعرين أنت بالقلق أو التوتر كل ما عليك فعله هو الإمساك بيد من تحبين، فهو الحل الأمثل لتخفيف التوتر.