يقول أساتذة الطب النفسي إن تدخين الأطفال ما هو إلا انعكاس لتباعد الأم والأب وغياب الحوار الأسري مع أطفالهما، معتبرينه نوعاً من التسيب والإهمال في ظل غياب التربية السليمة، والاقتداء بتصرفات الكبار وتقليدهم، تحديداً إذا كان أحد الأبوين أو كليهما لا يتوقفان عن التدخين أمام الأبناء.
ويؤكدون أيضاً أن الأبناء يتعرضون بالتبعية للتدخين السلبي جراء سحبهم الدخان المحيط بهم، ثم يتهيأون للتدخين الإيجابي نتيجة اقتدائهم بأبيهم، ما يدعوهم لتجريب السيجارة لاحقاً.
لماذا يدخن الطفل؟
المرشدة التربوية إيمان الظفيري أشارت لـ "فوشيا" أن عادة تدخين الطفل الصغير وخاصة ما بين سن 8 – 10 سنوات، تعكس أحياناً أخطاء البيئة المحيطة به، وتعكس حالة التباعد بين الأبويْن، أو غياب الرقابة الأسرية عليه، والحوار معه.
وقالت: "رغبة الطفل بتقليد والده في التدخين، بداعي حب الفضول، دون إدراكه خطورة ما يفعل، واستمر به دون اكتشافه وتوجيهه منذ صغره، قد تتطور رغبته تلك إلى عادة بعد وصوله سن المراهقة، ما يصعّب حل المشكلة التي ستتحول لحالة من الإدمان".
وأضافت الظفيري بأنه ينبغي على الأب أن ينشر البيئة الصحية في بيته، بأن لا يدخن أمام أبنائه، كي يجنّبهم تقليده، ولكون استنشاق هواء التدخين داخل حُجرة المنزل سلبيا جداً للطفل.
وإذا اكتشف الأبوان طفلهما يدخن، عليهما فوراً بمواجهته، وأن يوضحا له مساوئ وأضرار التدخين على صحته، وأن يمتنع الأب عن التدخين لأجل حمايته، إذ قبل أن يراقبا طفلهما عليهما أن يراقبا أنفسهما، حتى لا يصطدما بلوْمه لهما.
هل من السهل منع الطفل عن التدخين؟
حسب الظفيري، إذا كان حوار الأبويْن مع طفلهما هادئاً وبنّاءً وبعيداً عن العصبية ويخلو من العقاب، أو الضرب، حتماً سيمتنع عنه، لأن الطفل لم يقم بهذا الأمر إلا نتيجة تقليده لأحد أبويْه المدخنيْن.
وأضافت بأن اعتمادهما على طرح العديد من الأسئلة، يساعدهما على تفهّم السبب وراء تدخينه، ومنها مثلاً: لماذا تدخن؟ وماذا تشعر عندما تدخن؟ وهل تعلم ما هي مضارّه؟ فضلاً عن عرض مجموعة من الصور التي تبين آثاره على جسد الإنسان.
إن إجابات الطفل ستساعد بطريقة حل المشكلة، وتجنّبه التفكير في التقليد والابتعاد عن السيجارة نهائياً، على أن يتم متابعته دون اللجوء إلى العقاب أو فرض الآراء عليه.