عادة ما ينصحون كل من يفكر في رسم الوشم الدائم، بالذهاب إلى مكان حسن السمعة، يعقم أدواته ويستخدم إبراً نظيفة باستمرار، حتى لا يتعرض للإصابة بالأمراض.
ووفقًا لمجلة "مينز هيلز" العالمية، التي أوردت تقريرًا خاصًا حول خطورة الوشم، فإنه وعلى الرغم من ظهور الوشم منذ آﻻف السنين، إﻻ أن العلم لم يتوصل بشكل بايوكيميائي لطريقة تفاعل الحبر مع خلايا الجسم بعد حقنه تحت الجلد.
وكشفت دراسة في فرنسا ما يحدث للحبر بعد دخوله تحت الجلد، فأثارت تساؤﻻت أكثر مما قدّمت إجابات، مشيرة إلى أن الحبر الذي يتم حقنه داخل الجلد، يجعل الجهاز المناعي يهاجم ما يراه غريبًا عليه.
وأشارت الدراسة إلى أن العقد الليمفاوية تتلون بلون الصبغة ذاتها التي توضع في الوشم بعد الجلسة مباشرة، وهذا أمر طبيعي فالجسم يحاول التعامل مع عناصر غريبة داخل نظامه ويحاول التخلص منها.
وفي محاولة من العلماء لمعرفة ما تقوم به العقد الليمفاوية تجاه حبر الوشم، قارنوا بين 4 جثث متطوعين 2 بهما وشم وجثتين بدون وشم، من خلال الأشعة السينية، بغرض التعرف على كيفية انتقال الحبر من الوشم للعقد الليمفاوية المجاورة، وماذا يحدث للبقايا.
فوجد فريق البحث أن الأجسام الموشومة تحتوي على مستوى أعلى من ثاني أوكسيد التيتانيوم، وهو العنصر الرئيس في صبغة الوشم، ووجدوا مليارات الجزيئات متناهية الصغر مع العقد الليمفاوية، وهذا أمر مثير للقلق فثاني أوكسيد التيتانيوم يستخدم في صناعة الدهانات والمكياج، بينما الصبغة البيضاء مشتركة في المنتجات التجارية وثاني أوكسيد التيتانيوم عامل أساسي في هذا المجال.
فيما أظهرت دراسة أجريت عام 2006 بمعرفة الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، أنه مع زيادة جرعة مواد الوشم على الفئران ازدادت إصابتها بسرطان الرئة، فتأثير دخول تلك المواد الكيميائية للدم، قد يتسبب في مشاكل خاصة لأصحاب الوشوم المتعددة.
وبناء عليه، كلما زاد الوشم زادت نسبة الحبر في الجسد وزادت العناصر متناهية الصغر في العقد اللمفاوية، لكن هذا لا يعني أن كل من لديه وشم سيصاب بالسرطان، لأن العلماء غير متأكدين من تأثير الجزيئات متناهية الصغر، ومع ذلك يجب علينا قضاء بعض الوقت لفهم تلك المواد الكيميائية الموجودة في الوشم والذهاب لمكان ذي سمعة طيبة.