يعد العقال من أكثر عادات القبائل العربية وتقاليدها المتوارثة لأكثر من 500 عام، بل من الأساسيات اللازمة التي ترمز إلى هيبة الرجل ومكانته وكرامته أيضاً.
واستطاع العقال لما له من مكانة عالية وتاريخ قديم أن يحل العديد من الخلافات والقضايا العالقة عند بعض المجتمعات، التي تعتبر التخلي عنه تخلياً عن أغلى الثوابت.
دور العقال في الزمن الماضي
يمثل العقال عزة الرجل وكرامته ويضفي عليه هيبة واحتراما من خلال ارتدائه مع العباية والثوب.
ومعروف أيضاً أنه يستخدم لتثبيت الرأس والشماغ، خصوصاً في الأجواء الماطرة، أو عندما تأتي عاصفة، إذ كان يُفصّل على حسب مقاس الرأس، ويتم وضعه على الشماغ، بينما يتدلى منه حبلان طويلان، يقوم لابسُه بتحريكه حتى يثبت.
كان الرجل يرتدي العقال فقط في المناسبات الدينية والأعياد، فيما ارتداؤه مقصور على الملوك والشيوخ وطبقة التجار والأثرياء، ومن الدول التي اشتهرت بارتداء العقال الأسود العادي الذي يعد الأكثر شيوعاً دول الخليج والمملكة العربية السعودية والعراق وكذلك الأردن وفلسطين.
هل أصبح العقال ضرباً من ضروب الموضة عند الشباب؟
أصبح العقال في هذه الأيام عبارة عن زينة يلبسه الشباب في المناسبات والاحتفالات المتعلقة بالتخرج أو الزواج، حيث جرت العادة بالتفنن بلبسه ليس عند الرجال فقط، بل امتد ليصل النساء، للاعتداد به كرمز وطني يميز هويتهم وعشقهم لوطنهم.
ورغم تعدد أنواعه وأشكاله، إلا أنه ما زال الشباب يتابعون موضته مفضلين التصاميم الشبابية التي تظهر في كل موسم، واللافت أن بعض الشباب باتوا يفصلونه على مقاس رؤوسهم بما يتلاءم مع لون ثيابهم.
كما أصبح العقال بالنسبة للعديد من الشباب أحد مظاهر الرجولة عندهم، ويمثل جزءاً من شخصيتهم، إذ تعودوا على لبسه وليس باستطاعتهم التخلي عنه.
وللعقال أنواع عديدة من أبرزها: عقال الصوف، وعقال حب اللؤلؤ، وعقال الحرير والنايلون، وعقال المخمل، وعقال الشطفة، وأنواع أخرى تُسمى تبعاً لنوع نقشته ولفة خيوطه.
ومن اللافت للنظر أن العقال يتعلق بشَرَف الرجل العربي، بدليل أنه عندما يتخاصم اثنان، يقوم الآخر ويقول: "إن لم أستطع فعل كذا وكذا، سوف أرمي عقالي ولا ألبسه أمام الرجال"، ما يعني أنه رمى الشرف من رأسه.