تميّزت الأعمال الرمضانية هذا العام ببروز البطولات النسائيّة التي شكّلت عنصراً مهماً في جذب عدد متزايد من المشاهدين لمتابعة تطوّر أحداثها باهتمام وترقّب طوال الشهر الفضيل.
وشكّلت إطلالة الفنانة المتألقة منة شلبي في مسلسل "واحة الغروب" إحدى أبرز الإطلالات الرمضانية لهذا العام برأي المتابعين والنقاد.
وأبدعت الفنانة المصرية في تقديم دور المرأة الأجنبية، بعيداً عن التقليد والتصنع والابتذال، فعلى مرّ الحلقات، ظهر الاحتراف في استعدادها لتجسيد دور "كاثرين" بدءاً بالشكل الخارجي الذي لا بدّ من أن يكون مقنعاً لتجسيد الشخصية بدقة ووصولًا إلى اللهجة والمشية وطريقة التعبير، حيث ظهر اهتمام منة بأدقّ التفاصيل. فعملت على إبراز شخصية "كاثرين" الأجنبية التي تتزوّج من ضابط مصريّ من خلال المزج بين العربية الفصحى واللهجة المصرية المكسورة، ولون الشعر البرتقالي، والنمش على وجهها، والملابس، والمكياج، والقوام الرشيق الذي تميّزت به الفتيات الأوروبيات بين القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر.
أكّدت منة شلبي من خلال أدائها لدور "كاثرين" قدرتها على تجسيد شخصيات مختلفة بأسلوب متقن ومقنع. ويُعتبر هذا الدور نقطة تحوّل مهمّة في مسيرتها الفنيّة إذ كان له وقع مميّز منذ ظهورها الأول في المسلسل.
فمنذ إطلالتها الأولى، تمكّنت منة من لفت الأنظار وإثارة اهتمام الجمهور حيث تميّزت بتقديم دور الفتاة الإيرلندية بأسلوبها الخاص، فكان أداؤها استثنائياً لا يُشبه أبداً أيّاً من الأدوار المجسّدة للفتاة الأجنبية التي سبق وقدّمتها نجمات عربيات في عدد من الأعمال الدرامية العربية. وقد حرصت هذه الفنانة الموهوبة على إضفاء بصمتها الخاصة إلى هذا الدور بإشراف المخرجة كاملة أبو ذكري والسيناريست مريم نعوم فبرز ذلك في سلاسة التعبير وهدوء الشخصية وبساطة الحوار.
هذا وساهم التناغم بين منة شلبي والنجم خالد النبوي، لا سيّما من حيث الثقافة الفنية والقدرات التمثيلية العالية، في تقديم مشاهد تحاكي الواقع بفضل براعة الممثلين في تجسيد الشخصيتين والتشديد على الصدق في الأداء. وتمثّلت صعوبة الدور الذي أدّته منة بشكل خاص في تحدّث اللغة الإنجليزية بطلاقة وقراءة اللغة الهيروغليفية، حيث تطلّب ذلك من "الخواجاية" "كاثرين" مضاعفة التركيز والجهود لتأدية الدور بشكل متقن ومختلف والابتعاد عن الصورة النمطية التي كوّنها الجمهور العربي عن دور الأجانب من خلال متابعته لأعمال درامية سابقة.
"واحة الغروب" الذي يجمع منة شلبي، وخالد النبوي، وأحمد كمال، وسيد رجب، وكارول الحاج، ولؤي عمران، وخالد كمال وآخرين، مقتبس عن رواية طاهر بركة الفائزة بجائزة "بوكر" للراوية العربية في العام 2008. وتدور أحداث المسلسل بين القاهرة وأسوان والإسكندرية بين عامي 1882 و1888 بالتزامن مع الاحتلال البريطاني لمصر. فبعد أيام قليلة من فشل الثورة العربية، يُعيّن محمود عبد الظاهر ضابط البوليس المؤيد للثورة مأموراً في واحة "سيوة"، فترافقه زوجته الإيرلندية "كاثرين" المهتمة بالآثار المصرية القديمة، ليصطدم الاثنان بالوضع الأمني الخطير في الواحة بعد مقتل المأمور السابق على يد الأهالي، فتتطوّر الأحداث الدرامية في هذا العمل الذي يعيد استكشاف جزء مهم من تاريخ مصر في بداية الاحتلال الإنجليزي. سيناريو وحوار: مريم نعوم وإخراج كاملة أبو ذكري.