الشفة المربوطة من المشكلات التي قد تصادفها بعض الأمهات مع أطفالهن الرضع بعد الولادة؛ إذ يكتشفن الأمر مصادفة، وحينها لا يكون لديهن دراية بالطريقة المثلى للتعامل.
وتحدث تلك المشكلة حين يكون جزء النسيج الذي يربط الشفة العليا باللثة ضيقًا أو سميكًا للغاية، ويعرف هذا النسيج باسم "اللجام"، وقد يحد من حركة الشفا العليا في بعض الأحيان، وبالتالي يصعب على الطفل الرضيع الإمساك بالثدي والرضاعة بشكل صحيح.
ونوه باحثون بأن "اللجام" يعد جزءًا طبيعيًا من تشريح الفم، لكنه في بعض الحالات قد يكون ضيقًا أو سميكًا للغاية، ما يتسبب بالتبعية في الإصابة بمشكلة "الشفة المربوطة".
وقال الباحثون إن تلك المشكلة تشيع بشكل أكبر لدى الرضع والأطفال حديثي الولادة مقارنة بالأطفال الأكبر سنا، رغم أنه يبقى من الوارد احتمال حدوثها حتى في سن البلوغ.
ومع أنها تكون بسيطة في الغالب ولا ينتج عنها أي مشكلات، لكنها قد تؤدي في حالات أخرى إلى مشكلات متعلقة بالرضاعة الطبيعية وكذلك مشكلات أخرى مع التقدم بالسن.
فمثلا قد يواجه الطفل صعوبات بسبب تلك الحالة عندما يبدأ في تناول الأطعمة الصلبة، خاصة عندما يبدأ في استخدام معلقة أو يمضغ الأطعمة التي يتم تناولها بالأصابع. ولهذا يتعين على كل أم مراقبة طفلها واكتشاف أي علامات قد تدل على إصابته بتلك المشكلة كي تضمن متابعته مع طبيب مختص لتقديم أفضل سبل العلاج وضمان سلامته.
"إرضاع طفل مصاب بالشفة المربوطة يتطلب ادخال بعض التعديلات على طريقة التغذية مع التحلي بالصبر".الباحثون
كيف تعرف الأم أن طفلها مصاب بالشفة المربوطة؟
صرح باحثون لموقع "ميديكال نيوز توداي" أن أفضل طريقة يمكن أن تكتشف من خلالها الأم تلك المشكلة هي محاولتها رفع منتصف شفة الطفل، فإذا لم ترتفع معها بأريحية وانسيابية، فهذا يعني أن "اللجام" ضيق للغاية. وقد تلحظ الأم أيضا أن طفلها الرضيع يواجه صعوبة في محاولته الإمساك بثديها وقت الرضاعة الطبيعية، وهذه علامة أخرى دالة على المشكلة، وقد يحدث ذلك مصحوبا بصوت طقطقة أثناء الرضاعة الطبيعية. كما قد تلحظ الأم أن الطفل يبصق أو يختنق أثناء بلعه لبن الرضاعة.
ومن ضمن العلامات الشائعة الأخرى التغذية المتكررة أو ما تعرف بـ(التغذية العنقودية)، زيادة الوزن عديمة الجدوى (نظرا لعدم قدرة الطفل على الحصول على كمية كافية من الحليب) والإصابة باليرقان (اصفرار الجلد)، ما يلزم الأم بضرورة الانتباه.
وحين لا يكون بمقدور الطفل المصاب بمشكلة الشفة المربوطة أن يمسك بثدي أمه كما ينبغي وقت الرضاعة الطبيعية، فقد يترتب على ذلك شعور الأم نفسها بحالة من الانزعاج، لشعورها بألم في الحلمة وربما احتقان الثديين أو انسداد القنوات، إذا لم يتمكن الطفل من استخراج الحليب الكافي أثناء الرضاعة. لذا حال لاحظت الأم أيا من تلك العلامات، فالأفضل أن تستشير طبيب أطفال في أسرع وقت من أجل تشخيص الحالة.
كيف يمكن التعامل مع مشكلة الشفة المربوطة؟
قال الباحثون إن إرضاع طفل مصاب بالشفة المربوطة يتطلب ادخال بعض التعديلات على طريقة التغذية مع التحلي بالصبر. وفي بعض الحالات قد يكون من الأفضل اتباع نظام الرضاعة بالزجاجة حال كانت الرضاعة الطبيعية غير مريحة للأم أو غير مفيدة للطفل.
وأضاف الباحثون أن تلك المشكلة قابلة للعلاج لحسن الحظ؛ إذ إن هناك إجراءً بسيطًا يعرف بـ"استئصال اللجام" يمكنه تحرير اللجام وتحسين قدرة الطفل على الإمساك بالثدي والحصول على ما يكفيه من حليب الأم أثناء عملية الرضاعة الطبيعية التقليدية.
وحال استمرت الصعوبات التي يواجهها الطفل عند محاولته الإمساك بثدي الأم وقت الرضاعة الطبيعية، فالأفضل في تلك الحالة هو التحدث مع استشاري رضاعة لتقديم المساعدة.