إنه حجر الألماس، الأغلى على قلوب السيدات حول العالم، تقدّمه لهن الطبيعة، يُصمم من خلاله المجوهرات التي يتألقن به. وغالبًا ما يبحث المشاهير عن قطعه النادرة، التي تتميز بلونها وحجمها، رمزًا للتفرد والثراء.
مع مرور الوقت، نال هذا الحجر الثمين اهتمام العلماء الذين أجروا اختبارات عدة، إلى أن توصلوا إلى تصنيع أحجار من الألماس الصناعية المماثلة للألماس الطبيعي. ليصبح الألماس المزروع في المختبرات ذا شعبية كبيرة، نظرًا إلى جماله، وتكلفته القليلة نسبة للحجر الطبيعي.
ومن أكبر البلاد انتاجًا للألماس الطبيعي في العالم هي روسيا، التي تتصدر اللائحة، وتمتلك أكثر من 12 منجمًا، يليها بوتسوانا، والكونغو الديمقراطية، وأستراليا، وكندا.
أما بالنسبة إلى الألماس المزروع في المختبرات فتبرز الصين، التي تصنع نسبة 56% منه، لتكون أكبر منتج في العالم، وتليها الهند، والولايات المتحدة.
وتماماً كالألماس الطبيعي، تقييم المعاهد المتخصصة مثل معهد الأحجار الكريمة الأمريكي Gemological Institute of America" (GIA)" هذه الأحجار المصنعة، من خلال القصة، واللون، والنقاوة، والقيراط.
الألماس الصناعي
يُصنّع العلماء قطع الألماس الصناعي في المختبرات، من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتكرار الظروف ذاتها التي يتطور فيها الألماس بشكل طبيعي، ليحصلوا على تركيبة فيزيائية وكيميائية مماثلة للألماس المستخرج من المناجم.
وفي حين أن الألماس الطبيعي يستغرق مليارات السنين، فإنتاج الألماس المصنع يحتاج إلى أسابيع عدة ليتكون.
وتتم صناعته من بذور الكاربون الصغيرة من حجر ألماس آخر، ويستخدم العلماء إما الضغط العالي والحرارة الشديدة أو عملية ترسيب الأبخرة الكيميائية، لنسخ عملية تكون الألماس الطبيعي. ليتكون الألماس الخام بعد أسابيع عدة، ومن ثم يتم قصه وصقله، ليصبح جاهزًا للاستخدام.
الألماس الطبيعي
أما الألماس الطبيعي فمصنوع من الكربون الصافي، وهو أصلب الأحجار الثمينة، ويتكون على عمق حوالي 100 ميل تحت سطح الأرض، ومن ثم يخرج عبر تدفق الحمم البركانية، ليتم استخراجه واستخدامه في صناعة المجوهرات. كما يحتاج إلى ملايين السنين ليتشكل.
ليس من السهل التفرقة بين الألماس الطبيعي وذلك المُصنّع، فكلاهما يتمتعان بنفس الخصائص الفيزيائية والكيميائية ونفس المظهر والبريق، فلن نتمكن من التمييز بينهما في العين المجردة. والفرق الوحيد بينهما هو المصدر، فواحدة صنعت في المختبر والثانية في قعر الأرض، ولكن طبعًا يمكن للاختصاصيين التفريق بينهما.
ومن إيجابيات الألماس المزروع في المختبرات أن مصادره مسؤولة، فتصنيعه لا يتطلب جهدًا كالذي يبذله العمال في المناجم الذين غالبًا ما يعاملون بطريقة سيئة، كما أنه يحتوي على عيوب أقل، ومتوافر بألوان غالبًا ما تكون نادرة في الطبيعة.
لن تسرق أحجار الألماس المصنَّعة أبدًا بريق تلك الطبيعية التي ستحافظ على رونقها إلى الأبد، لكنها ستحل مكانها أحيانًا، عندما يختار المستهلك الخيار الأقل كلفة والأكثر استدامة.