عندما بدأ الحديث عن الذكاء العاطفي كان هذا الموضوع بمثابة الحلقة المفقودة للإجابة على تساؤل طالما راود العلماء: لماذا تتفوق النساء صاحبات الذكاء المتوسط على من لديهن معدل ذكاء مرتفع؟ وقد غير هذا الكثير في فرضية أن الذكاء هو المصدر الوحيد للنجاح.
الآن، وبعد عقود من البحث اتضح أن الذكاء العاطفي هو العامل الحاسم في النجاح. وهناك أدلة قوية جدا، إذ إن كبار الناجحين لديهم نسبة عالية من الذكاء العاطفي، الذي يؤثر على السلوك، ويساعد على تجاوز التعقيدات الاجتماعية، واتخاذ القرارات الشخصية لتحقيق نتائج إيجابية.
على الرغم من أهمية الذكاء العاطفي إلا أن طبيعته غير الملموسة تجعل من الصعب عليك أن تعرفي ما إذا كنت تفتقرين إليه. واختبارات الذكاء العاطفي غير متوفرة مجانا. لكن الدراسات حددت السلوكيات التي يتسم بها أصحاب الذكاء العاطفي المنخفض.إليك بعض هذه السلوكيات.
سهولة التوتر
صاحبة الذكاء العاطفي المنخفض تصاب بسهولة بالتوتر والإجهاد والقلق وتتركها تتراكم دون معالجة، وهو ما يؤذي العقل والجسم.
مهارات الذكاء العاطفي تساعد على التعامل مع الإجهاد ومعالجة المواقف الصعبة قبل تصاعد الأمور.
النساء اللواتي لا يمتلكن هذه المهارات أكثر عرضة للقلق والاكتئاب وحتى التفكير بالانتحار.
صعوبة الحسم
صاحبات الذكاء العاطفي قادرات على الموازنة ما بين الأخلاق الحسنة والتعاطف واللطف ،مع القدرة على الحسم ووضع حدود للآخرين.عندما يتصادم الناس يميلون للسلوك بصورة سلبية أو عدوانية. لكن من يتمتعن بذكاء عاطفي يبقين متوازنان وحازمات بعيدا عن ردود الفعل العاطفية. وهذا يتيح لهن إبعاد من لا يردنهم في حياتهن دون خلق أعداء.
مفردات عاطفية
قلائل فقط من يمكن لهن تحديد مشاعرهن بدقة. من تمتلك ذكاء عاطفيا عاليا يمكنها السيطرة على مشاعرها لأنها تفهمها وتستطيع تحديدها. ففي حين أن العديد من الناس يصفون مشاعرهم بأنها "سيئة"، يمكن للأذكياء عاطفيا تحديد ما إذا كانوا يشعرون بالتوتر أوالإحباط أو القلق. وكلما كانت المشاعر أكثر تحديدا استطعت التعامل معها بنجاح.
فرضيات قابلة للدفاع عنها
من يفتقرون للذكاء العاطفي يشكلون رأيا بسرعة ويتحيزون له ويتجاهلون أي دليل يثبت عكسه ويجادلون بشدة لدعمه. وهذا أمر خطير بالنسبة للقادة؛ لأن أفكارهم الخاطئة تصبح استراتيجية كاملة. النساء ذوات الذكاء العاطفي يسمحن بمناقشة أفكارهن مع الآخرين، ويعملن على تطوير هذه الأفكار والنظر في العواقب المحتملة.
تحمل الضغينة
المشاعر السلبية التي ترافق الضغينة تسبب الإجهاد الشديد. فهي تجعلك أشبه بوضع من يخوض المعركة أو يواجه تهديدا. عندما يكون التهديد وشيكا، فإن هذا التفاعل ضروري لبقائك، ولكن عندما تكونين تحت وطأة التهديد دائما فإن هذا الإجهاد المستمر يمكن أن يكون له عواقب صحية مدمرة على مر الزمن. فهو يساهم في ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. الأذكياء عاطفيا يتجنبون الضغينة بأي ثمن، ما يجعل وضعهم الصحي أفضل .
التسامح مع الأخطاء
الأذكياء عاطفيا يتسامحون مع أخطائهم، لكنهم يتعلمون منها، وهم قادرون على الإشارة إليها من أجل النجاح في المستقبل. ويتمتعون بوعي ذاتي نقي يمكنهم من تذكر الأخطاء دون لوم النفس. إن نسيان الأخطاء تماما قد يجعلك تعودين لتكرارها. مفتاح التوازن يكمن في قدرتك على تحويل الفشل إلى كتلة تدفعك نحو مزيد من النجاح.
إساءة الفهم
عندما تفتقرين إلى الذكاء العاطفي، فإنه من الصعب أن تفهمي كيف تتفاعلين مع الآخرين. ستشعرين بأنه يساء فهمك؛ لأنك لا توصلين ما تريدينه بطريقة مفهومة. ذوات الذكاء العاطفي يعرفن أنه لا يمكن إيصال كل فكرة، وعندما لا يفهم الناس ما يقلنه، فانهن يعدلن نهجهن، ويعدن نقل فكرتهن بطريقة يمكن فهمها.