من اللوم إلى الابتزاز العاطفي والغيرة الشديدة.. تصرفات تسمم علاقتك بزوجك!

أرشيف فوشيا
فوشيا -
18 مايو 2017,3:18 ص

 

نتعلم الكثير في المدرسة لكن للأسف لا نتعلم كيف نتعامل مع الشريك حين نتزوج. جزء كبير من المشاكل التي نواجهها يعود أيضا إلى العديد من الأفكار التي هي جزء من ثقافتنا، ونمارسها دون أن ندرك حجم الأذى الذي نلحقه بعلاقتنا بمن نحب. لقد تربينا، نساء ورجالا ، على اعتبار أن الطرف الآخر هو ملكية خاصة بدلا من اعتباره شريكا نتبادل معه الدعم العاطفي ونحل معه مشاكلنا بثقة وحب.

هذه بعض التصرفات التي تقومين بها وتسمم علاقتك بزوجك... ورغم ذلك تجدينها أمرا عاديا لا يخفي وراءه اي مشكلة.

اللوم على أخطاء الماضي



عند كل خلاف، هل تواصلين لوم شريكك مرة تلو الأخرى على أخطاء حصلت في الماضي؟ تأكدي أن ذلك لن يحل المشكلة بل سيحول أي نقاش إلى معركة لتسجيل النقاط ضد الطرف الآخر.

مثل هذا التصرف سوف يؤدي إلى تشتتيت الانتباه عن قضية الخلاف الحالية ولن يحلها وسيؤدي إلى تفاقم الإحساس بالمرارة والشعور بالذنب.اذا استمر هذا الوضع لفترة طويلة، ستجدين أنك تستنفذين طاقتك في محاولة إثبات أنك على صواب بدلا من حل المشكلة.

ما عليك فعله هو التعامل مع المشكلة القائمة فقط وأن لا تعودي للمشاكل السابقة، إلا إذا كان من الواضح أن تلك المشكلة تتكرر باستمرار. وإذا كان هناك مشكلة أزعجتك كثيرا قبل عام، كان عليك أن تتعاملي معها حين حصلت وليس الآن بأثر رجعي.

التلميحات والعبارات السلبية



أحيانا يحاول شريك حياتك جعلك تفهمين بطريقة غير مباشرة أنه منزعج بدلا من ابداء مشاعره بشكل علني، وبدلا من أن تسألية ببساطة عما يزعجه تفترضين أنك السبب وتبحثين عن عبارات صغيرة وتافهة لإزعاجه.

هذه الطريقة الملتوية تدل على عدم تمكنك من التواصل معه بشكل واضح، وأنك لا تشعرين بالأمان. فمن يشعر بالأمان لا یتصرف بصورة سلبية أو عدوانية، أو يلقي بتلميحات جارحة.

عليك تشجيع زوجك على إبداء مشاعره ورغباته، وأن يكون لديك من الثقة بالنفس ما يكفي كي تعرفي بانك لست بالضرورة السبب في هذه المشاعر السيئة. إذا كنت تحبين زوجك استمعي دون تجريح واشعريه بأنك على استعداد لدعمه في كل وقت.

الابتزاز العاطفي



عندما يكون لديك طلب أو انتقاد أو تذمر من أي شيء فلا تلجئي للتهديد بترك المنزل مثلا أو حرمانه من الجنس، أو ترفضين القيام بأشياء معينة إذا رفض زوجك تلبية طلباتك.

الابتزاز العاطفي يخلق الكثير من المشاعر السيئة. من المهم في أي علاقة أن يعرف الطرفان أن الأفكار والمشاعر السلبية يمكن نقلها للشريك دون أن تهدد العلاقة نفسها. قمع الأفكار والمشاعر الحقيقية والمطالب المحقة يؤدي إلى انعدام الثقة.

عليك أن تعرفي أنه أمر طبيعي أن تنزعجي من زوجك أحيانا أو أن لا تحبي بعض صفاته. لكن عليك أن تفهمي أن من حقك الانتقاد والتذمر وتنفيذ طلباتك الممكنة. الزواج يعني التزاما بشخص معين مدى الحياة، وهوالتزام تحكمه قواعد الصدق والصراحة في التعامل تحت كل الظروف. الزواج يعني شريكين قادرين على التواصل وانتقاد بعضهما دون ابتزاز، وهو ما سيعزز علاقتهما على المدى الطويل.

لا تلومي زوجك على مشاعرك



لنفترض أن يومك كان سيئا جدا لكن زوجك لم يكن متعاطفا ولا داعما لك في تلك اللحظة. فقد يواصل الحديث في الهاتف ثم يرتدى ملابسه ويغادر المنزل للقاء أصدقائه. من طرفك تتوقعين أن يشعر بما تعانين ويجعلك تشعرين بصورة أفضل. بمعنى آخر كان يجب أن يوقف كل خططه بسبب حالتك العاطفية السيئة.

إن إلقاء اللوم على زوجك لأن مشاعرك سيئة هو شكل خفي من الأنانية، ومثال على عدم احترام الحدود الشخصية. الافتراض أن شريك حياتك مسؤول عن مشاعرك طوال الوقت يعني أنه غير قادر على القيام بأي نشاط خاص به قبل التحقق من أنك في مزاج جيد.

عليك تحمل المسؤولية عن مشاعرك ولا تتوقعي التعاطف الدائم من زوجك. قد يحتملك أحيانا إذا ثرت في وجهه بسبب يومك السيء ويغير خططه ليظل معك، لكن إن تكرر الأمر فسوف يهرب بعيدا. تذكري جيدا أن هناك فرقا طفيفا، لكنه هام جدا، بين أن يقدم لك زوجك الدعم وبين أن يكون مجبرا على دعمك عندما تريدين أنت ذلك.

الغيرة غير المبررة



أن تشعري بالانزعاج والغيرة والغضب الشديد إذا ما تحدث زوجك لامرأة أخرى أو امتدح ذوقها يعني محاولة السيطرة على سلوكه، هذه الغيرة ستقودك إلى سلوكيات غير عقلانية مثل التجسس على الإيميل الخاص به والبحث في المكالمات والرسائل على هاتفه الخلوي.

ترى بعض النساء هذه التصرفات بأنها أمر عادي، لأن الزوج إذا لم يشعر بغيرة زوجته سيعتقد أنها لا تحبه، لكن الواقع أن الغيرة الشديدة تعني الرغبة في السيطرة عليه من جانبك، كما أنها رسالة له بانعدام الثقة فيه تصل حد الإهانة.

عليك أن تثقي بزوجك، صحيح أن بعض الغيرة طبيعية ومطلوبة، لكن المبالغة فيها تشير إلى أنك غير جديرة به. تعلمي ضبط مشاعرك ولا تفرضي نفسك عليه فتحرجيه. الغيرة المبالغ بها ستجعله يهرب بعيدا عاجلا أم آجلا.

حل المشاكل عن طريق "الرشوة"



في كل مرة تحدث مشكلة يلجأ أحد الطرفين إلى التغطية عليها بالقيام بعمل يجلب البهجة، كشراء هدية مثلا. هذا الحل أشبة بكنس الغرفة ثم وضع الغبار تحت السجادة، ذلك أنها ستخرج دائما أسوأ في المرة القادمة، كما ستخلق علاقة غير صحية. ومشكلة "الحل عن طريق الرشوة" يعاني منها الرجال أكثر من النساء، فالرجل "يحل" القضية بشراء هدية أو أخذ زوجته إلى مطعم لطيف. وهذا يجعل المرأة تشعر بمزيد من الضيق فيما بعد.

عليك التعامل مع المشكلة وعدم القبول بأي حل من هذا القبيل. جميل تلقي هدية لطيفة أو الخروج معا للعشاء بعد مشادة صعبة، لكن ليس قبل حل المشكلة. لا ينبغي استخدام الهدايا وغيرها بديلا عن التعامل مع المشاكل والمشاعر المكبوتة. تذكرا جيدا أن الرحلات والهدايا تسمى الكماليات، أي أنك تحصلين عليها إذا كانت الأساسيات جيدة وموجودة، والأساسيات هي الحب والتفاهم والثقة والاحترام. إذا لم تركزا عليها ستجدان أنفسكما مع مشكلة أكبر بكثير.

google-banner
foochia-logo