أصبح تجنب الغلوتين أمراً منتشراً للغاية خلال الأعوام القليلة الماضية، نتيجة تحذير الكثير من المشاهير ودعاة تناول الطعام الصحي من مضار الغلوتين المفترضة، إلا أن ذلك خطأ على ما يبدو، حيث أكدت دراسة جديدة وجود علاقة بين النظام الغذائي الخالي من الغلوتين وداء السكري من النوع الثاني، على الرغم من اتجاه الكثير من الناس الذين لا يعانون من حساسية تجاه الغلوتين إلى تجنب تناوله والموجود في الكثير من الأطعمة مثل الحبوب المختلفة بما في ذلك القمح والشعير وحبوب الحنطة، اعتقاداً منهم أنهم سيشعرون بأنهم أفضل صحياً ويبدون أقل وزناً.
وعلى الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية وحساسية الغلوتين عليهم تجنب تناوله لأسباب طبية إلا أن الباحثين حذروا من أن أولئك الذين يتجنبون الحبوب كخيار لنمط حياتهم الغذائية يمكن أن يتسببوا لأنفسهم بضرر أكبر من النفع.
وتأتي نتائج الدراسة واسعة النطاق حيث تم تقدير كمية الغلوتين المتناول من قبل 200 ألف شخص على مدى 30 عاماً، فوجدت الدراسة الاستقصائية إنه على المدى الطويل هناك 20% من المشاركين الذين استهلكوا أكبر كمية من الغلوتين كانوا يملكون احتمالية إصابتهم بداء السكري من النوع الثاني أخفض بنسبة 13% من أولئك الذين تناولوا أقل كمية منه.
وبيّن كبير مؤلفي الدراسة جنغ زونغ من قسم التغذية في جامعة هارفرد أن نتيجة الدراسة هذه تشير إلى أن تناول الغلوتين قد يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، محذراً من تناول أصناف الطعام المصنعة الخالية من الغلوتين والتي تحتوي على الغلوتين بشكل طبيعي مثل الخبز والمعكرونة والبسكويت فقال: "غالباً ما تحتوي الأطعمة الخالية من الغلوتين على ألياف غذائية ومغذيات أقل من الأطعمة المحتوية عليه ما يقلل من قيمتها الغذائية".
وأضاف قائلاً: "الأشخاص الذين لا يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية عليهم إعادة النظر في الحد من تناولهم للغلوتين وذلك لتجنب إصابتهم بأمراض مزمنة وخاصة السكري".
وتعد نسبة السكان الذين لا يستطيعون هضم الغلوتين في الواقع ضئيلة جداً، لذلك فإن الأشخاص الذين يستطيعون هضمه بشكل طبيعي قد يزيدون من احتمالية إصابتهم بمرض السكري نتيجة تجنبهم له، ومع ذلك فمن غير الواضح ما إذا كان الغلوتين تحديداً هو المسؤول عن خفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني أم المواد الأخرى التي غالباً ما ترفق معه.
وفسّر الأستاذ المشارك المختص في علوم التغذية من جامعة كانبيرا أنه من الممكن أن يكون السبب هو المواد التي غالباً ما ترفق مع الأطعمة المحتوية على الغلوتين، غالباً ما نعثر على مواد مثل الحبوب الكاملة مع منتجات محتوية على الغلوتين وهي معروفة بارتباطها بخفض خطر الإصابة بمرض السكري.
ومن الجدير بالذكر أنه عندما أجريت الدراسة على مدى الـ30 عاماً الماضية لم يكن تجنب تناول الغلوتين خياراً مشهوراً لنمط الحياة الغذائي كما هو الآن.