أحياناً تثورين غضباً من تصرفات أبنائك، فلا تجدين حلاً إلا الصراخ في وجههم، ليتوقفوا عما يقومون به من مشاكسة، أو يستوعبون ما تقولينه لهم، وهذا رد الفعل الطبيعي الذي يصدر من جل الأمهات تجاه ما يواجهنه مع أطفالهن يومياً.
ولكن احذري مما تقومين به.. لقد أكّدت دراسات أُجريت في جامعة "بيتسبورغ" أنّ الصراخ على الأطفال يؤدّي إلى تغييرات ملحوظة في سلوكيّاتهم، فالأطفال الذين يتعايشون مع الصراخ الموجّه نحوهم، غالباً ما يعانون من الغضب والعدوانيّة وقلّة الثقة بالنفس وميول إلى الإكتئاب!
وعلى الأهل ألّا يتوقّعوا من أولادهم أن يُحسنوا التصرّف ويتعلّموا عن طريق الصراخ، الذي يحصد نفس النتائج العاطفيّة للعقاب الجسدي، هذا إن لم يكن أكثر في بعض الأحيان ..
بإمكانكِ تجنّب الصراخ، بأن تدعي الطفل وشأنه حين تشعرين بأنّك على وشك أن تفقدي أعصابك، فليس كل ما يفعله الصغار هو ذنبك ولا يجب أن تأخذي الموضوع على محملٍ شخصيٍّ، وحاولي أن تستبدلي الصراخ بالنصيحة أو بالعقاب الفعلي، أي الحرمان من ألعاب معينة أو من مشاهدة التلفاز في وقت معين، كل هذه الأساليب تجعل الطفل يتصرف بطريقة أفضل، عوضاً عن الصراخ أو الضرب.
الصراخ يستهلك طاقتكِ بالدرجة الأولى، ويصيب الأطفال مبدئياً بالفزع وبعدها يردون بالتحدي، ثم تتفاجئين بأنهم يستنسخون ما تقومين به ويرتفع صوتهم بالصراخ في أقرب فرصة!