أصبحت علاقتنا بمواقع التواصل الاجتماعي أكبر من مجرد اهتمام، بل تعدّته لتصل في بعض الأحيان إلى الهوس والإدمان، فلا تخلو أحدايثنا من ذكرها، ولا تجمُعاتنا من تواجدها، ولا أي تفصيل من تفاصيل حياتنا اليومية من ارتباطها بنا.
لهذه المواقع والارتباط الكبير بها، إيجابيات سهلت الكثير في حياتنا، ولكن في الوقت نفسه هناك سلبيات يجب أن لا نغفلها في كل الأحوال.
أجرى مورتن ترومهولت، من جامعة كوبنهاغن دراسةً نُشرت في صحيفة "سايبرسايكولوجي، بيهايفيور آند سوشال نتوركينغ"، وخضع خلالها أكثر من ألف مشترك دنماركي لحالةٍ من اثنيْن، قسمٍ طُلب منه الامتناع عن استخدام موقع "فيسبوك" وحذف التطبيق عن هواتفه طوال فترة أسبوعٍ كامل (و سُمّي بفريق "العلاج")، فيما القسم الثاني استمرّ باستخدامه كما هو معتاد.
وفي نهاية البحث، تبيّن أنّ أعضاء فريق "العلاج" تمتعوا بشعور الاكتفاء الحياتي وأحاسيس إيجابيّة مرتفعة، وهذا ما يشير إلى أنّ استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ منتظم، يؤثّر سلباً على السلامة العاطفيّة والشعور بالاكتفاء في الحياة.
هذا لا يعني أنّه يجب على الشخص أن يتخلّى عن هذه المواقع بشكلٍ نهائيٍّ، بل مجرّد ألّا ينمّي هوسه بها يأخذ منه كل عقله وتفكيره، فيحاول الموازنة وأخذ فترات راحة منها بين الحين والآخر، ليسترد حياته الطبيعية، ويستمتع مع من حوله من أصدقاء وأقارب.