هناك مسببات وظروف حياتية متعددة قد تجعلنا فريسة لحالات الاكتئاب المقيتة مثل تعرضك لحدث أليم مثل فقدان عزيز أو تجربة طلاق مريعة أو حتى قصة شعر فاشلة. الحالة قد تطول أيامًا أو أشهرًا أو سنوات حسب إرادة الشخص للتخلص منها، أما إذا استسلمتِ لها فتوقعي أن يكون مكانكِ المفضل في البيت على أريكتك المريحة لتأخذي كامل وقتكِ في الانتحاب والتذمر على سبب وجودكِ هذه الحياة من دون أن تصل إلى نتيجة مفيدة.
هناك نوع آخر من الأشخاص يحاولون تقبل حالات الاكتئاب بروح الفكاهة مثل الكوميدية الأمريكية دانا إيغل التي ألفت كتابًا حول كيفية التعامل مع هذه الحالات المرضية الخطيرة. وعوضًا من أن تقوم بتحليل الأسباب والمسببات وتعطينا الحلول الناجعة للتخلص من شبح الاكتئاب، فضلت أن تكون مقاربتها للموضوع ساخرة وفكاهية أكثر منها إرشادية من خلال كتابها "اخترت الاكتئاب: الوسيلة الناجعة للمكوث على أريكتك للأبد".
الكتاب الذي عد محاكاة ساخرة لكيفية تنمية الشخصية، يقدم للقارئ بعض الاختبارات مثل (هل لديك ما يؤهلك للاكتئاب؟ أي نوع من المكتئبين أنت؟)، كما يطرح نقاطًا هامة حول (العبارات السلبية التي ينبغي أن يرددها المكتئب ليكون مستعدًا ليوم مليء بالتشاؤم) ونصائح حول (كيفية إفشال علاج الاكتئاب؟). وتوصي الكاتبة إلى جانب نصائحها بضرورة الاستعانة بـ"أدوات الاكتئاب اللازمة" وهي:"البيجاما والأريكة، أو الأرضية العارية التي ممكن أن تفي بالغرض، ولاتنسوا التلحف بغطاء والاستعانة بمنديل للاحتماء ضد العالم الخارجي المعادي".
ما تريد دانا إيصاله للقراء وخاصة من المنغمسين في حالات الاكتئاب منذ فترات طويلة هو أن ترسم البسمة على وجوههم وتغير من تفكيرهم السلبي بطريقة مسلية تجعلهم يسخرون هم من أنفسهم من حالة الانطواء التي يعيشون فيها والتي ستوصلهم حتمًا إلى طريق مسدود. فحالات الاكتئاب لن تختفي فجأة من دون الإرادة القوية للشخص في التغلب عليها وقهرها.
