عَشِقت الضوء.. وأدهشني التقاط الكاميرا للضوء المنعكس عن الأشياء ليسرد كلا منها قصته الخاصة. هكذا وصفت المخرجة والمصورة السينمائية اللبنانية موريال أبو الروس عشقها لعالم التصوير السينمائي في بيئة قالت إنها "مليئة بالتحديات".
رغم هذه التحديات فإن موريال أبو الروس متفائلة بمستقبل السينما اللبنانية، وتقول: "كل مخرج سينمائي له أن ينظر إلى هذه التحديات من منظوره الخاص. هناك شريحة من السينمائيين، راضون بما يتوفر لهم من إمكانيات لإنتاج أفلامهم" وهي من هذه الشريحة بامتياز.
هي أول امرأة عملت كمصورة سينمائية في العالم العربي. تبلغ من العمر اثنين وأربعين عاما، وتملك روحا شابة.. درست الإنتاج السمعي والبصري في جامعة سان جوزيف في لبنان، وكرست حياتها بعد ذلك ، لصناعة الأفلام ولم تبخل في نقل خبرتها إلى جيل جديد من صناع السينما.
فأسست مع فريقها "Home of Cine-Jam" مختبرا للأفلام قائم على توفير مساحة لإعادة إحياء الطاقة الإبداعية عند طلاب السينما."
وقالت أبو الروس: "أحاول أن أحفز الطلاب على التواصل مع ذاتهم الداخلية، لصناعة أفلام جديدة بعيدة عن التكرار".
وتصف أبو الروس الفن بالعلاج، قائلة: "لو سمح صناع الأفلام لأنفسهم إطلاق العنان لمخيلتهم وصنعوا فنا حقيقيا لأصبح العالم أفضل حالا".
ومن مختبرات سيني جام، خرجت أبو الروس مع فريق يضم المنتجة اللبنانية دينس جبور بفكرة "زيارة". لإنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية القصيرة تعرض على الانترنت وتمتد من 3 إلى 5 دقائق.
وأشارت أبوالروس: "لم يكن لدينا التمويل اللازم، واعتمدنا على أنفسنا وعائلاتنا في تمويل حلقات الفيلم."
وتقول أبو الروس إن عرض الفيلم على الإنترنت له ميزاته: "صناعة أفلام للإنترنت لا تعد أسهل إذا ما قورنت بصناعة الأفلام بالشكل التقليدي. فالعمل الجيد يحتاج إلى مجهود أيا كانت وسيلة العرض."
بالنسبة لأبو الروس فإن الاختلاف هو في نسبة المشاهدة، حيث أن "الإنترنت يسمح لعشاق الأفلام بالمشاهدة الحرة." بحسب قولها.
من خلال مشاركته في عدة مهرجانات عالمية، حصد "زيارة" إحدى عشرة جائزة من ضمنها جائزة أفضل سلسلة من الأفلام الوثائقية للإنترنت في مهرجان المملكة المتحدة ومهرجان دبلن لأفلام الانترنت وأفضل تصوير سينمائي وإخراج لأبو الروس في مهرجان روما لأفلام الانترنت، بالإضافة إلى جوائز لأفضل مونتاج وحوار.
وبعيدا عن الأفلام التجارية، فإن "زيارة" أعطى فرصة لسماع قصة أشخاص عاديين بتجرد، حيث تتيح كل حلقة لشخصية ما أن تسرد قصة حياتها دون أي ضوابط، بحيث تكون الشخصية هي بطلة الحلقة.
"الهدف من فيلم زيارة هو الوحدة التي تجمع بيننا."
بالنسبة لأبو الروس يعد فيلم زيارة من أفضل أعمالها حتى الآن.
وقالت: "نهاية فيلم زيارة نهاية مفتوحة، لأنه لا يرتكز على شخصية معينة، وقد يستمر لفترة طويلة."
وتأمل أبو الروس في نقل خبرة زيارة إلى الخارج: "نريد تصوير زيارة في جميع أنحاء العالم...ليكون لكل شخص قصته الخاصة ."
واختتمت أبوالروس حديثها: "لم يكن لدي مثل أعلى. اتبعت خيالي، وغريزتي في الحلم والبقاء." ومن أجل ذلك "أعشق التعليم، وأحب مشاركة وتمرير ما تعلمت إلى الآخرين. المسيرة مستمرة وهناك الكثير لأتعلمه."