تعد سعادة الطفل من أهم أولويات الآباء والأمهات، لذلك يجد البعض صعوبة في الموازنة بين ما هو الأفضل لأطفالهم وما يجعلهم سعداء في كثير من الأحيان، لكن ليس من الضروري أن يكون الاثنان متعارضين.
ووجدت العديد من الدراسات أن الأطفال السعداء هم أكثر نجاحًا مقارنة بالأشخاص غير السعداء، سواء كان ذلك على صعيد العمل أو العلاقات؛ فالأشخاص السعداء يحصلون على تقييمات أداء أفضل، ووظائف مرموقة، ورواتب أعلى، وأكثر رضا عن علاقاتهم.
وهنا نعرض بعض الخطوات التي تضمن لك تربية طفل سعيد:
خطوة 1: احصلْ على قدرٍ كافٍ من السعادة لنفسك
تعد الخطوة الأولى نحو تربية طفل أكثر سعادة، هي أن تتعامل ببعض الأنانية، فسعادتك الشخصية تؤثر بشكل كبير على مدى سعادة أطفالك ونجاحهم.
لقد أثبتت الأبحاث المكثفة وجود صلة جوهرية بين الأمهات اللاتي يشعرن بالاكتئاب والسلوكيات السلبية لأطفالهن؛ إذ يبدو أن اكتئاب الوالدين يسبب مشاكل سلوكية لدى الأطفال؛ كما أنه يجعل تربيتهم أقل فاعلية.
ويجدر تسليط الضوء نحو أنه لا وجود لدراسة تؤكد أن الأمهات السعيدات ينجبن أطفالاً سعداء، إذ إنه لا صلة لعامل الوراثة بالموضوع.
ونظرًا لأن الضحك معدٍ، فإننا ننصحك بالخروج مع الأصدقاء أو أفراد العائلة الإيجابيين الذين يزيدون من سعادتك وفرحك، إذ يعتقد علماء الأعصاب أن سماع ضحك شخص آخر يحفز الخلايا العصبية المرآتية في منطقة من الدماغ؛ مما يجعل المستمعين يشعرون كما لو أنهم يضحكون بالفعل.
الخطوة 2: علّمهم بناء العلاقات
إن إنشاء علاقات مع الآخرين له تأثير إيجابي على نوعية حياة الطفل، لذلك يتوجب على الأهالي مساعدة أطفالهم على بناء مهارات التعامل الأساسية، مثل تشجعيهم على القيام بأعمال لطيفة وبسيطة للجيران.
يذكر أن بناء المهارات الأساسية لا يجعل أطفالك أشخاصًا أفضل فحسب، بل تظهر الأبحاث على المدى الطويل أنه يجعلهم أكثر سعادة.
وأظهرت إحدى الدراسات أن مرضى التصلب المتعدد الذين جرى تدريبهم على احترام مرضى التصلب المتعدد الآخرين من خلال إجراء مكالمات هاتفية شهرية معهم لمدة 15 دقيقة تحسنًا واضحًا في ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لذواتهم، كما انخفضت نسبة الاكتئاب لديهم.
الخطوة الثالثة: توقع الجهد، ليس الكمال
هذه النقطة مهمة للغاية للأهالي الذي يطمحون لأطفال مثاليين، فمن المرجح أن هذا الأسلوب قد ينشئ طفلًا يعاني من مستويات عالية من الاكتئاب والقلق مقارنة بالأطفال الآخرين.
ووفق موقع "تايم"، فإن الأطفال الذين يشيد أهاليهم بالجهد الذين يبذلونه لإنجاز عمل ما، فإنهم يريدون الاستمرار لإتمام المهمة، أما الأطفال الذين يركز أهاليهم على تربيتهم بأن يكونوا مثاليين، فإنهم ينصرفون عن إكمال المهمات بسبب قلقهم بشأن مدى ذكائهم.
الخطوة 4: تعليمهم التفاؤل
إن الأطفال في سن العاشرة الذين يتعلمون كيفية التفكير وتفسير العالم بشكل متفائل يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار النصف عندما يصلون إلى مرحلة البلوغ لاحقًا.
تقول الكاتبة كريستين كارتر ببساطة: "يرتبط التفاؤل ارتباطًا وثيقًا بالسعادة بحيث يمكن عمليًا المساواة بين الاثنين".
وحين مقارنتها المتفائلين بالمتشائمين، وجدت أن المتفائلين أكثر نجاحًا في المدرسة والعمل وألعاب القوى، كما أنهم يتمتعون بصحة أفضل، ويعيشون لفترة أطول، وهم أكثر رضا عن علاقتهم الزوجية، وأقل عرضة للتعامل مع الاكتئاب والقلق.
الخطوة 5: تعليم الذكاء العاطفي
يعد الذكاء العاطفي مهارة وليس سمة فطرية، لذلك حينما يشعر الأطفال بالغضب أوالإحباط، عليك التعامل معهم بشكل هرمي، أولًا عليك التعاطف معهم وإظهار مشاعر التفهم ناحيتهم، ثم اطلب منهم تصنيف مشاعرهم إلى غضب أو إحباط أو سعادة وغيرها، ثم أخبرهم أن هذه المشاعر لا بأس بها.
الخطوة 6: خلق عادات السعادة
يمكنك مساعدة الأبناء على بناء عادات السعادة الدائمة عبر هذه الأساليب:
- إزالة المحفزات: أبعدْ عوامل التشتيت والإغراءات عن طريقه.
- اجعلْ الأمر عامًا: حدد أهدافًا لزيادة الدعم الاجتماعي والضغط الاجتماعي.
- هدف واحد في كل مرة: كثرة الأهداف تطغى على قوة الإرادة، خاصة بالنسبة للأطفال؛ لذلك عليك ترسيخ عادة واحدة قبل إضافة أخرى.