أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الشغل الشاغل للبشر حول العالم، وانتشر هوسُها كالنار في الهشيم، حتى أصبحنا نرى كثيرين يمسكون بهواتفهم النقالة ويجرون "الدردشات" عبرها، دون الاكتراث إلى المكان الذي يتواجدون فيه، فيقومون بذلك أثناء سيرهم في الشارع، أو حتى أثناء قيادة السيّارة!.
وهو ما ثبت علمياً ومن خلال التجارب والأبحاث، أنّه يشكّل خطورةً كبيرة على حياة الإنسان، حيثُ وجدت دراسةٌ حديثة أنّ إرسال الرسائل النصيّة من الهواتف الذكيّة يغيّر إيقاع الموجات الدّماغ.
السبب في ذلك كما يعلل الباحثون بأن ارتباط تغيّر الإيقاع بالرسائل النصيّة دون غيرها من المحفزات العقليّة، ربما يعود سببه إلى اجتماع النشاط العقلي مع النشاط العصبي الحركي والسمعي اللفظي.
ويؤكّد العلماء والباحثون أن حدوث ذلك الإيقاع الجديد يُعتبر مقياساً محسوساً، يدل على مقدرة الدماغ على معالجة المعلومات غير اللفظية أثناء استخدام الأجهزة الإلكترونية، والتي ترتبط بقوّة بشبكة منتشرة وواسعة، يُضافُ إليها الانتباه والعاطفة.
ووجدت الأبحاثُ أن ذلك التّغيّر الإيقاعي موجود أيضاً لدى مستخدمي جهاز الـ ipad ، ويفترض الباحثون ان تغيّر ذلك الإيقاع لدى مستخدمي الأجهزة المحمولة، ربما ينتج عن صغر مساحة شاشة تلك الأجهزة، مما يتطلّب المزيد من التركيز.
وبعد ذلك الاكتشاف أصبح هناك سببٌ عضويٌّ للتحذير من إرسال الرسائل النصيّة أثناء قيادة السيارة، لأنه يؤدي إلى عدم التركيز، ويتسبب بحوادث مرورية مؤسفة قد تودي بحياة اشخاصٍ كثيرين.
فقد حذر الأطباء والمختصون من أن كتابة الرسائل النصية القصيرة SMS أثناء قيادة السيارة أو حتى قراءتها، يرفع خطر الحوادث بمعدل عشرة أضعاف.
موضحين أن الشخص، الذي يقود سيارته على سرعة 50 كلم/ساعة وينظر للهاتف لمدة 5 ثوان، يقود قيادةً عمياء لمسافة 70 متراً.
فضلاً عن أنّ الإمساك بالهاتف وحده يرفع خطر الحوادث بمعدل خمسة أضعاف!، وهذا ما يؤكّد ضرورة عدم التّهاون بالموضوع، لأنّه يُعدُّ استخفافاً بالأرواح، خاصّةً بالنسبة للأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم سائقين "محترفين"، وذلك حفاظاً على سلامتهم وسلامة من حولهم.