لا شك أن تجربة الإجهاض من التجارب المريرة التي يصعب على أي امرأة التعرّض لها، نظرًا لما تنطوي عليه من مشاعر ألم وحزن وصدمة جرّاء فقدانها جنينها الذي كانت تتمنى إنجابه ورؤيته.
لكن لسوء الحظ أن حالات الإجهاض هي حالات شائعة ومتكررة وتحدث لدى نحو 10 إلى 20% من مرات الحمل، طبقًا لبيانات حديثة بهذا الخصوص، وهو ما يجب أن تنتبه إليه أي امرأة.
ونوه الأطباء إلى أن هناك أنواعًا مختلفة من الإجهاض، منها إجهاض مكتمل، وإجهاض غير مكتمل وإجهاض مفقود.
أما الإجهاض المكتمل فيلفظ فيه جسم المرأة كل أنسجة الحمل بشكل طبيعي، والإجهاض غير المكتمل قد يتطلب بعض المساعدة الطبية لإزالة الأنسجة المتبقية، في حين قد يحدث الإجهاض المفقود حين لا يتواجد الجنين في كيس الحمل أو تتضح وفاته عند إجراء أشعة باستخدام الموجات فوق الصوتية.
وكذلك يجب معرفة أن الإجهاض الذي يحدث في وقت مبكر من الحمل (خلال أول 5 أسابيع) هو إجهاض يعرف بأنه "إجهاض كيميائي".
وتابع الأطباء بقولهم إنه لا يكون من السهل دائمًا اكتشاف وتحديد الأعراض الدالة على الإجهاض كونها تتشابه في كثير من الحالات مع الأعراض التي تقترن بالحمل في بداياته. ونبهوا إلى أن الإجهاض قد يحدث في أول 20 أسبوعًا من الحمل، لذا من المهم بالنسبة للنساء الحوامل أن يتعقبنَ أيَّ أعراض يشعرن بها، وأن يبقين على تواصل مع الطبيب خلال تلك الفترة.
متى تحدث معظم حالات الإجهاض؟
يجب أن تعلمي أن بداية الحمل هي الفترة التي تكونين فيها أكثر عرضة لخطر الإجهاض، إذ إن الإجهاض يحدث خلال أول 12 أسبوعًا من الحمل بالنسبة لمعظم النساء اللواتي يمررن به.
وكذلك من الوارد أن تتعرض بعض النساء لخطر الإجهاض حتى قبل أن يكتشفن أنهن حوامل، وقد تتعرض النساء للإجهاض في مرحلة لاحقة من الحمل وإن كان ذلك أمرًا أقلَّ شيوعًا.
ونوه الباحثون في السياق عينه إلى أن حالات الإجهاض تختلف من حالة لأخرى، فهناك حالات ترتبط بأمراض مثل السكري، وهناك حالات أخرى تنتج عن تشوه الكروموسومات في البويضة الملقحة.
ولفت باحثون من "مايو كلينك" أيضًا إلى أن معاناة المرأة من مشكلات في الغدة الدرقية، أو الرحم، أو عنق الرحم أو الهرمونات من الممكن أن تزيد من خطر تعرضها للإجهاض.
وبالإضافة لذلك، تتزايد احتمالات حدوث الإجهاض لدى النساء اللواتي يزيد أعمارهن عن 35 عامًا؛ لأن خطر الإجهاض عمومًا يتزايد مع تقدم المرأة في العمر.
وهناك بيانات من مايو كلينك تقول إن نسبة خطر الإجهاض تصل لـ 20% في سن الـ 35 وترتفع إلى 45% عند بلوغ المرأة سن الـ 45 عامًا.
هل يمكنك الحد من خطر الإجهاض؟
رغم صعوبة منع الإجهاض في كثير من الحالات، لكن اتباع نمط حياة صحي من الممكن أن يحد من احتمالية الإجهاض لدى بعض النساء.
فمثلًا ينصح بتقليل الكافيين، وتجنب الكحوليات، وعلاج أيّ مشاكل صحية قائمة، مثل: قصور الغدة الدرقية أو أمراض المناعة الذاتية قبل الحمل، بالإضافة إلى الاهتمام بممارسة الرياضة، وتناول أطعمة صحية والالتزام بوزن صحي قبل وأثناء الحمل.
