"كلما طال تأخرك عن إنجاز المهام اليومية العاجلة، كلما زادت عليك صعوبة تنفيذها، وهو ما يفرض عليك ضرورة معالجة ذلك الخلل في شخصيتك لتحسين حياتك عموما".الخبراء
التسويف أو المماطلة من الصفات التي تهيمن على شخصية الكثيرين منا، وهو ما يجعلنا أكثر ميلا لتأجيل مشاريعنا، خططنا أو حتى مهام حياتنا اليومية التي يفترض أن لها الأولوية في التنفيذ.
ولا تقتصر تلك المشكلة كما أوضحنا على القرارات أو المشاريع الكبرى في حياتنا، بل إنها تطال حتى أبسط المهام، كالرد على الإيميلات، وطي الغسيل، وتحديد موعد لزيارة الطبيب أو دفع الفواتير، حيث نترك الأمور للظروف ونميل لتسويف أغلب المهام التي يجب علينا إنجازها دون تأخير.
ولسوء الحظ، أنه كلما طال تأخرك عن إنجاز المهام اليومية العاجلة، كلما زادت عليك صعوبة تنفيذها، وهو ما يفرض عليك ضرورة معالجة ذلك الخلل في شخصيتك لتحسين حياتك عموما.
وهنا برزت إستراتيجية عملية جديدة تتيح لك حسن إدارة الوقت وإنجاز المهام اليومية دون تأخير، تعرف ب "إستراتيجية الدقيقتين"، التي اقترحها ديفيد ألين في كتابه عن الإنتاجية Getting Things Done، والتي يهدف من خلالها للقضاء على فكرة المماطلة أو التسويف للأبد.
فكرة تلك الإستراتيجية هي أنه لو كان بمقدورك إنجاز مهمة ما في دقيقتين أو أقل، فمن ثم يتعين عليك القيام بها الآن دون تأخير. والشيء الجيد هو أن تلك الإستراتيجية سهلة التنفيذ ويمكن تطبيقها حرفيا في دقيقتين، وعادة ما يكون لها تأثيرات رائعة على صعيد الإنجاز والتنفيذ.
فعلى سبيل المثال، لو أخذت من وقتك دقيقتين يوميا لترتيب غرفة نومك، فلن تكوني بحاجة إلى القيام بعملية تنظيف كبيرة في يوم إجازتك الأسبوعية. وكذلك إذا قمت بالاعتناء بنباتاتك المنزلية لمدة دقيقتين في اليوم، فلن تكوني بحاجة للتخلص من أوراقها الجافة في نهاية كل أسبوع.
وكذلك لو خصصت من وقتك دقيقتين كل يوم لحساب وتسجيل نفقاتك الخاصة، فستجنبين نفسك الكثير من الأرق المرتبط بحساب مثل هذه النفقات في نهاية كل شهر، وهكذا في باقي الأمور.
وأوضح الخبراء أن ما يجب أن تنتبهي إليه أيضا هو أنك كلما تراخيت أو ماطلت في انجاز مهمة ما، فستشعرين بالتبعية بصعوبة في تنفيذها، حتى لو كانت المهمة المطلوب إنجازها مهمة بسيطة؛ ولهذا يجب أن تخرجي مشاعرك من المعادلة وأن تنفذي مهامك في أقرب وقت ممكن.
ولهذا؛ ما يتعين عليك فعله المرة المقبلة حين يكون وراءك عمل أو نشاط ما هو أن تسألي نفسك: (هل يمكنني فعل ذلك في دقيقتين أو أقل؟)، ولو كانت الإجابة (نعم)، فبادري بتنفيذ المطلوب دون تأخير، وستشعرين بعدها بقيمة تطبيقك لتلك الإستراتيجية في إنجاز كل مسؤولياتك.