ربما لم يسبق أن سمع كثيرون من قبل عن حمية غذائية تعرف بحمية "هارفارد"، ولهذا نلقي الضوء في السطور التالية على تلك الحمية، مكوناتها وطرق الاستفادة منها.
ما هي حمية هارفارد؟
حمية هارفارد هي حمية غذائية تعنى بالتركيز على خيارات الطعام الصحية المفيدة. وكانت بداية ظهور تلك الحمية التي تعرف أيضا بـ "طبق هارفارد للأكل الصحي" في العام 2011 كاستجابة لما وصفه خبراء التغذية بجامعة هارفارد بـ "النواقص" التي يفتقر إليها نظام التغذية الإرشادي، الذي أطلقته الحكومة الأمريكية، لتحسين نظام الأكل.النظام الغذائي السيئ وانخفاض مستويات النشاط البدني من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة
"النظام الغذائي السيئ وانخفاض مستويات النشاط البدني من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة"خبراء في جامعة هارفارد
وكان يرى الخبراء في جامعة هارفارد أن هناك العديد من العيوب بنظام MyPlate، كإهماله نوعيات الأكل الغنية بالبروتين مثل الأسماك والدواجن والفاصوليا والمكسرات، مع عدم اهتمامه بالتحذيرات من المشروبات السكرية، وجمعه البطاطا مع خضروات أخرى وتغاضيه الاعتراف بأهمية ممارسة الرياضة كجزء من نمط الحياة الصحي.
وبينما تشير آخر البيانات الإحصائية إلى إصابة الملايين حول العالم، سواء كبار أو أطفال، بمرض السمنة، فإن الخبراء يؤكدون أيضا أن النظام الغذائي السيئ وانخفاض مستويات النشاط البدني من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، فضلا عن أنهما يساهمان بشكل كبير في انتشار وباء السمنة بين أعداد متزايدة.
وفي الوقت الذي يتطلع فيه كثيرون للتمتع بحياة أطول وأكثر صحة، يمكن لحمية هارفارد أن توفر إرشادات واعية لتوجيه الناس بأن يكونوا أكثر تنبها لما يدخلونه في أجسامهم.
ما هي الأطعمة التي تحتويها حمية هارفارد؟
حمية هارفارد بسيطة، ولعلك قد تفاجئين أن بعضا من مكوناتها هي أطعمة تتناولينها بالفعل، ولن تكوني مضطرة لحرمان نفسك منها، وكل ما في الأمر هو أن تلك الحمية تشدد عليك ضرورة التركيز على الأطعمة الصحية.
أوضحت ليليان شيونغ، محاضرة علم التغذية بكلية الصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد، أنه وبينما يشكل البروتين ما يصل إلى ربع طبق وجبتك، فعليك أن تنتبهي أيضا لنوع البروتين نفسه، فمثلا يمكنك تناول السمك، الدجاج والبط والابتعاد عن السجق واللحوم المصنعة الأخرى.
وكذلك يجب أن يكون نصف الطبق ممتلئا بفواكه وخضر ملونة، مع التركيز على الخضر أكثر من الفواكه، وكذلك التركيز على الفواكه الكاملة أكثر من عصائر الفواكه.
ويمكنك إكمال الطبق بأطعمة تنتمي لنوعية الحبوب الكاملة مثل الكينوا أو الأرز البني. مع تجنب الحبوب المكررة (التي تقل بها الفيتامينات والمعادن) مثل الخبز الأبيض، الأرز الأبيض والمعكرونة المصنعة من الدقيق الأبيض، وذلك لأن الجسم يمتص تلك الأنواع من الحبوب المصنعة بسرعة، ما قد يؤدي لارتفاع نسبة السكر في الدم، وهو ما قد يترتب عليه بمرور الوقت مقاومة الأنسولين وزيادة خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
ووجدت دراسة أجراها أخيرا باحثون من جامعة هارفارد، ونشرت في مجلة JAMA Internal Medicine، أن اتباع حمية ذات هيكل غذائي صحي مثل حمية هارفارد هو أمر من شأنه أن يساعد في تحسين الصحة العامة وإطالة العمر في الأخير.
حمية هارفارد مقابل حمية البحر المتوسط
تُعقَد دومًا المقارنات بين الحميتين نظرًا لتشاركهما في التوصيات الغذائية وتأكيد الدراسات البحثية فعاليتهما في إطالة العمر، والحقيقة أن كلتيهما تركزان على البروتينات الصحية، الدهون المفيدة كزيت الزيتون، الخضروات الملونة، المكسرات والبذور.
والفارق الرئيسي بين الحميتين هو أن حمية هارفارد تعد أكثر تقييدًا حين يتعلق الأمر بالكربوهيدرات المكررة، المشروبات السكرية والدهون المصنعة مقارنة بحمية البحر المتوسط.
وقالت خبيرة التغذية المعتمدة، شارون بالمر، في حديث لها مع موقع "هيلث لاين" إنها تُفضِّل النموذج الخاص بحمية هارفارد لأنه مبني على بحث طويل المدى وبمنزلة نهج منطقي يدعم الصحة بشكل مثالي.
وأشارت أيضا أنطونيت هاردي، وهي اختصاصية تغذية معتمدة في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو، إلى أنها تدعم حمية هارفارد كونها تحد من الأطعمة المصنعة والدهون السيئة وبالتالي تحمي من الأمراض.
وأخيرا لمن يسأل عن الحمية الأفضل، هارفارد أم البحر المتوسط، فقد اتفق الخبراء أن كلتيهما تروجان لنوعية الأكل الصحي، وبالتالي لا يمكن القول إن إحداهما أفضل من الأخرى.