تربية الطفل

2 يوليو 2018

هكذا تحمين طفلكِ من ظاهرة التنمُر المُدّمرة

تُعد مرحلة الطفولة المبكرة المرحلة الأهم في حياة الطفل، وفيها تُغرس البذور الأولى لشخصيته، وعلى ضوء ما يكتسبه خلالها من خبرات يتشكل تفكيره وتتضح مهاراته وقدراته في حل مشكلاته وظروف حياته.

ويتصف الطفل المتنمِّر بالشخصية النرجسية، وحبّه لنفسه والسيطرة والتحكم بالآخرين كثيراً، والاستمتاع بإيذائهم ومضايقتهم والافتراء عليهم كذباً.

صفات الطفل المتنمِّر




وصف الاستشاري النفسي والتربوي، الدكتور عبدالله خاطر، التنمر بذلك الاضطراب السلوكي الذي يأخذ نمطاً متواصلاً من الاعتداء والتسلط على الآخر عن قصد، بهدف قهره وإيذائه والاستيلاء على مكتسباته الخاصة.

وصنّفه خاطر كذلك ضمن النزعات العدوانية، وأحد مظاهر التنفيس عن غضب الطفل، التي تظهر وتستمر منذ سنوات عمره الأولى إلى سن دخوله المدرسة وما بعدها.

مظاهر التنمُّر وأنواعه




أوضح خاطر خلال حديثه لـ "فوشيا" بأن هذا السلوك يظهر على شكل اعتداء الطفل بدنيّاً على الآخر من خلال ضربه أو ركله أو شد شعره، وتخريب ممتلكاته وسرقتها. وقد يظهر بشكل اعتداء لفظي، أو المخالفة الدائمة لتعليمات أسرته ومعلميه والتمرد عليها.

ووفق خاطر، يشكل الإهمال التربوي سبباً آخر للتنمُّر، بحيث لا يعتني أبواه بتربيته ومراقبة سلوكه وتقويم تصرفاته الخاطئة، فضلاً عن اندفاعه الذاتي، أي اضطراره للضغط على نفسه بغرض الظهور بمظهر الطفل الجيد أمام أبويْه، ما يجعله يتعب ويضجر فتتولد عنده الرغبة في التنمر، بالإضافة إلى ممارسة القسوة المفرطة عليه من أبويْه أو معلميه، ووجود قوانين صارمة، يندرج تحتها العنف الأسري أو المعاملة الشرسة من أفراد أسرته، تصل إلى ضربه بقسوة بشكل متكرر.

بالمقابل، قد يصبح الطفل متنمِّراً إذا أفرط أبواه في محبته والتساهل الزائد في تلبية كافة رغباته، عدا عن الألعاب الإلكترونية وما لعبته من دور في التحريض على العنف والعدوان وتحويلهما إلى متعة وأسلوب حياة.

التصرف الصحيح مع الابن المتنمِّر




أوصى خاطر بضرورة الاعتدال في معاملته، وأن تكون مطالب أبويْه معقولة وضمن قدراته، ومنحه الفرصة لإبداء رأيه في القوانين المفروضة عليه والتي تسبب له الضيق داخل المنزل.

كما يجب تشجيعه بالكلمات الإيجابية والابتعاد عن أسلوب التحدي والعناد، والقسوة في عقابه، وتوقف تدخلهما المبالغ به في حياته.

وانتهى خاطر إلى أن الأسرة هي صاحبة الأثر الأكبر على الطفل؛ فإذا توفر له الجو الأسري الدافئ، فسوف يسير نموه في مساره طبيعي، وبخلاف ذلك، سيصبح عُرضة للسلوكيات النفسية التي من شأنها أن تؤثر على جوانب نموّه الأخرى سلباً.