تربية الطفل

27 ديسمبر 2017

هل يكذب طفلك أم يقول الحقيقة؟

من المضحك أن تكون نتيجة الدراسة التي أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس بعد مراجعة لـ "45 دراسة" تناولت قدرة الكبار على اكتشاف كذب الأطفال "مخيِّبة للآمال".

لأن الأهل يعتقدون بقدرتهم على اكتشاف كذب أطفالهم ومعرفة الحقيقة من نظرة واحدة، ولكن الواقع أظهر غير ذلك.

فمتى يبدأ الطفل بالكذب؟



تقول الدراسات إن سمة الكذب عند الطفل يكتسبها بدءاً من أبويْه، ففي سن الرابعة يكذب مرة واحدة كل ساعتين، وفي سن السادسة يكذب مرة واحدة كل ساعة، ولكن يبدأ كذبه بازدياد عندما يصل إلى سن المدرسة، وحينها يصبح كذبه أكثر إقناعاً.

وفي سن الثامنة، تزداد المعرفة لديه وتتطوّر مفرداته التي تعطيه القدرة على الكذب، وتحول دون مقدرة أبويه على كشفها، ويصبح كذلك أكثر قدرة على تضخيم القصص لإقناعهما ونيل إعجابهما.

لماذا يكذب الطفل؟



تشير الدراسات أن الطفل عندما يشعر بالخوف من قول الحقيقة، نتيجة غضب والدته منه إذا أخبرها بحقيقة فِعلته، يلجأ للكذب كي ينجو بنفسه من العقاب.

ويجد الطفل في كذبه محاولة لإضافة عامل الإثارة والتشويق، وتحقيق ذاته، من خلال تكوين قصص غير حقيقية ولا تمتّ للواقع بصلة، فضلاً عن رغبته في معرفة ردود أفعال المحيطين به.

وفي رغبته للحصول على شيء معين، وتعويض النقص الذي يشعر به، وشعوره بالغيرة خصوصاً من أشقائه أو أحد أفراد الأسرة، كلها دوافع تجعله يلجأ للكذب.

كيف تتصرفين معه؟



توصي الدراسات بضرورة عدم مبالغة الأم في ردة فعلها تجاه خيالات طفلها؛ لأنه بهذه الحالة لا  يهدف إلا لإثارة انتباه المحيطين به، ولو كان صادقاً في إجابته عن أسئلة أمه، فعليها أن لا تُظهر غضبها وانزعاجها من قوله الحقيقة، بل تمنحه الأمان، وباستثناء ذلك، سيبدع في اختلاق القصص والخيالات.

والأجدى، أن تقوم والدته بعدم التركيز على أكاذيبه، بل تركز على أي شيء مفيد يكون قد ذكره طفلها أثناء الحوار نفسه.

ومن المهم جداً، تعليم الطفل مدى قيمة الصدق، وأن الصادق ينال دائماً الاحترام، بينما الكاذب يتسبب بمشكلات لنفسه ولمن حوله.

في ما مرشدون تربويون ينصحون الوالديْن بضرورة التعرف على السبب الذي دعا الطفل للكذب، وتعهّدهما له بعدم عقابه، ومكافأته على صدقه، والابتعاد عن تحقيره والتشهير به أمام إخوته، فذلك يخفض من قيمته، ما يدعوه للكذب لإخفاء نقاط الضعف في شخصيته أمامهم.