الحياة الزوجية

31 مارس 2021

الزوجة هي الأقدر على احتواء ضغوط الديون

واحدة من المشاكل الأسرية التي أفرزتها جائحة كورونا، ورتّبتْ على ربّة البيت مسؤوليات إضافية، هي تفاقم أزمات الديون، والعجز عن مواجهتها نتيجة جملة من الاعتبارات الخاصة بالعمل والوظيفة وضيق الفرص الناتج عن طبيعة العمل أون لاين أو تعثر العديد من الشركات.

صحيفة مترو الشعبية البريطانية تناولت هذا الموضوع باعتباره ظاهرة اجتماعية متوسعة مع استمرار ظروف واقتصاديات مرحلة جائحة كورونا، وهي التي أنشأت ضغوطا نفسية جديدة تنعكس في الحياة العائلية فيقع في النهاية على المرأة مسؤولية احتوائها والتخفيف من وطأتها على الأسرة

تشير الدراسة إلى حقيقة أن الدين هم، وتراكمه كثيرا قد يؤثر على صحتك العقلية. وقد أظهرت دراسة اخيرة أن البالغين الذين يعانون من الديون يشعرون بالقلق يوميا، واعترف العديد منهم أنه يسبب لهم مشاكل في النوم، كما أظهر بحث آخر أن نسبة لا بأس بها تعاني من مشاكل في الصحة العقلية كنتيجة مباشرة للقلق المالي، الذي تفاقم خلال العام الماضي على العام كله.

ويذهب التقرير إلى أنه رغم كون التوتر الناجم عن الديون يمكن أن يكون ذا عواقب سيئة، إلا أنه لا يمكن اعتبار الدين شيئا سيئا بالمطلق؛ فهو يساعد الناس على تحقيق أهداف مهمة في الحياة وفي مقدمتها ترشيد الانفاق، وهو أمر لا يتحقق دون إرادة وقرار معظمهما في يد ربة البيت. والمقصود بذلك أيضا أن لا تتم الاستدانة من البنوك أو من الأهل والأصدقاء من دون حساب و دراسة دقيقة.



فمن المهم جدا حين نقدم على الاقتراض أن يكون لدينا قدرة للسيطرة على الدين، وذلك بأن نحسب قدرتنا على السداد ووضع خطة لا ترهقنا؛ فتحمّل الكثير من الديون أو عدم التفكير في خطط السداد والشعور بعدم القدرة على التحكم في الدين هو ما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة تتعلق بالصحة العقلية.

ارتدادات الديون على الصحة العقلية

يعرض التقرير أيضا للآثار النفسية والعصبية التي تترتب على الاستدانة و الديون المتراكمة، ومنها:

- الشعور بالحزن أو المرض أو عدم القدرة على النوم أو تناول الطعام بشكل صحيح.

- الشعور بعدم الرغبة في لقاء الأصدقاء، وعدم الرغبة في الخروج من المنزل.

- تدني الأداء في العمل أو في الدراسة.

- تفاقم أعراض الاكتئاب أو القلق إذا كانت موجودة أصلا.

كما أن بعض الأشخاص يلجأون إلى أساليب ضارة وغير مشروعة للتعامل مع المشاكل الناجمة عن الديون مثل الكحول أو المخدرات أو حتى المقامرة للحصول على المال؛ ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفاقم الوضع.

ويتبرع التقرير بمجموعة من النصائح التي تدعو لتجنب الوقوع في أنماط يوميات سلبية والتركيز بدلا من ذلك على تغيير إيجابي يمكن أن يساعدك على تسديد الديون والحفاظ على صحتك العقلية. وأهم خطوة لتخفيف العبء عنا هي استعادة الأمل بأن كل مشكلة ولها حل، كما يجب مراجعة الدخل والنفقات والتخلي عن كثير من الكماليات وضغط الميزانية بحيث نتمكن من السداد، كما يمكن مراجعة البنك ومحاولة وضع خطة لجدولة الديون بحيث يصبح تسديدها ممكنا؛ فالقيام بذلك سيخفف من الضغط الذي نشعر به، كما يمكن اللجوء للأصدقاء للمساعدة، هذا إذا كانت أوضاعهم أفضل من حالنا.

نقطة أساسية يركز عليها التقرير وهي أن وقوعنا تحت وطأة الضغط الزائد وما يستتبع من مشاكل خطيرة في الصحة العقلية، لن يحل المشكلة- مع الإيمان بأن سيدة البيت هي الأقدر على حفظ توازن من حولها وعدم دفع الأمور نحو الأسوأ.