منوعات

19 مايو 2017

علميًا: كثرة الشكوى يمكن أن تقتلك‎

أظهرت دراسة أخيرة في "علم السعادة" أن العلم توصّل بشكل مؤكد إلى أن كثرة الشكوى قد تؤدي إلى الموت المبكر، لكن بإمكان الشخص تشكيل الواقع من خلال طريقة تفكيره، استنادا إلى تشخيص علمي للتشابكات العصبية.

الدراسة التي قدمها موقع "بابا ميل" تميزت بأنها عرضت الموضوع بصيغة البدائل:

الاشتباكات العصبية

توسعت الدراسة في شرح "الاشتباكات العصبية" التي قالت إنها هياكل موجودة في جميع أجزاء الدماغ، وظيفتها توجيه رسائل للأفكار والكلام والحركة. فعندما تطرأ أي فكرة، تُطلق الاشتباكات العصبية إشارة كيميائية من خلال فجوة صغيرة موجودة في مشبك آخر، بحيث تُبنى الإشارة الكهربائية وتمر عبر جسر في الدماغ.

وهذا يعني، حرفيا، أن أفكارك تشكل دماغك، وهي مقولة طالما كانت بديهية، لكنها الآن  تصبح واضحة في تشريح مكونات وفعاليات الدماغ.

الطريق الأقصر
تشكل الاشتباكات العصبية المتحدة في الدماغ شخصيتك من ناحية الذكاء والمهارات والجدارة في إنجاز مهمات معينة وفي مختلف الحالات ومنها بالطبع مهاراتنا في الحديث.

وتشير الدراسة إلى أنه كلما تكررت الأفكار لديك تقاربت الاشتباكات العصبية التي تمر من خلالها هذه الأفكار. علما بأن الفكرة التي تكسب السباق في داخل الدماغ هي الأسرع في الانتقال بين الاشتباكات العصبية.

الخيار والبدائل

تقول الدراسة إنه بمجرد أن تخطر ببالك فكرة قائمة على ردة فعل، فإنك عموما ستواجهين الخيارات التالية: "الحب مقابل الخوف، الرضا مقابل الندم، الانجراف مقابل الرغبة والتفاؤل مقابل التشاؤم.

إن أخذت المثال الأول، فبإمكانك اختيار حب أي شيء وفي الوقت نفسه، اختيار التخلي عن حاجتك لعنصر التحكم. وهكذا الأمر في كل نواحي الحياة: إن واجهت الأشياء من منظور الحب وفي الوقت نفسه تحاولين السيطرة على نفسك، فإنه لن يكون هناك ما تخافين منه.

وكذلك عند مواجهة الحالات من منظور تفاؤلي، فإن حالتك النفسية الافتراضية ستكون موسومة بالتفاؤل والرضى.

التفاعل مع المحيطين بك

صحيح أن أفكارك تساهم في تشكيل حقيقتك، لكن أفكار من حولك قد تساهم بقدر كبير في هذا الأمر نفسه.

وهذا هو أساس التعاطف الذي رغم ما يحمله من حب، إلا أن له في الوقت نفسه بعض الآثار السلبية.

والنصيحة التي تقدمها الدراسة هي قضاء بعض الوقت مع من تعرفين أنهم يقدرونك، كونهم مفعمين بالحب والسعادة، ومعايشتهم أفضل لك من الأشخاص الذين يهبطون من معنوياتك وتشعرين وأنت معهم بالخوف والقلق من تصرفاتهم.

القلق قاتل

السلبية والندم والتعلق بالرغبة والتذمر المستمر حول أمور لا تستحق التفكير بها، قد تقود في نهاية المطاف لتدميرك.

قد تبدو هذه النقطة مرعبة، لكن كل الأمور السابقة تقود في النهاية إلى القلق الذي ينبغي مواجهته والتعامل معه بايجابية. فالقلق يطلق العديد من الاشتباكات العصبية الغاضبة وسيتسبب في إضعاف نظام المناعة لديك وستكونين عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية.

القلق يطلق هرمونا يسمى كورتيسول ويعتبر العدو لمهنة الطب. كما أن ارتفاع مستوى هذا الهرمون يؤدي إلى انخفاض في الاستيعاب والذاكرة إضافة إلى إضعاف وظائف المناعة وكثافة الجسم وإلى زيادة الوزن وارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم وتزايد احتمالات التعرض لأمراض القلب، وهذا قليل من كثير الأمراض التي يتسبب بها هرمون القلق.

خلاصة القول

وتخلص الدراسة إلى أن الكون مكان مملوء بالمعاناة والفوضى وأن كل لحظة تعيشينها، تكونين معرضة للمرور في حالات تتراوح بين حزن يسحق الروح إلى لحظات مليئة بالفرح والرضا. وفي النهاية، الأمر متروك لك للاختيار. عليك أن تقرري إن كنت ترغبين في العيش بالحب أو بالخوف. عليك ألا تستسلمي. دعي الحب يتغلب على الخوف. وستجدين أن الحياة تستحق العيش.