اهتماماتك

1 أكتوبر 2021

وقت الفراغ الطويل لا يعطيكِ إحساسًا بالرفاهية.. لماذا؟

ليس صحيحًا أن المزيد من وقت الفراغ مريح ويعززُ الصحة والمزاج.
فقد أظهرت دراسة أكاديمية أخيرة، أن الكثير من أوقات الفراغ التي تجدين فيها نفسك بدون واجبات، لها تأثير سلبي لا يقل عن الضغط الذي يحدثة ازدحام برنامجك وعدم قدرتك على إنجاز ما لديكِ.
كثرة الشغل وقلّته، يسببان لنا التعب النفسي، كما تقول الدراسة التي أجراها باحثون في مدرسة وارتون في جامعتي بنسيلفانيا وكاليفورنيا، بقيادة الدكتورة كاسي مولينجر هولمز، وهي بروفيسور في التسويق وعلم اتخاذ القرار، ونشرتها مجلة "الشخصية وعلم النفس الاجتماعي".
مبرر الدراسة كما قالت هولمز، إن التغييرات التي أحدثتها جائحة الكورونا فرضت على العلماء أن يعيدوا دراسة الرفاهية والسعادة، من زاوية موقعهما بين الإفراط في العمل والإفراط في الراحة منه. وليس مثل فترة كورونا ما يمكن أن يكون وضع الناس، وفي مقدمتهم النساء، بين تجربتي ازدحام الشغل، وأوقات الفراغ الطويلة.
ولتفحص هذه المعادلة الجديدة التي صنعتها الجائحة، فقد أجرى الباحثون استطلاعًا على أكثر من 21000 شخص أمريكي، سئلوا فيه عن كيفية استخدامهم لوقتهم.




وطلب منهم تقديم وصف تفصيلي عما فعلوه خلال 24 ساعة، بالإضافة إلى المدة التي قضوها في كل نشاط، وما شعورهم بعد هذه الفترة: هل هو الكآبة أو السعادة؟
كما جندوا حوالي 6000 شخص، طُلب منهم تخيل مرورهم في أوقات مختلفة من الفراغ طوال اليوم، وسُئلوا عن السيناريوهات لاستخدامهم لها وشعورهم.
وفي تجربة ثانية، طلبوا من مشاركين آخرين، أن يتخيلوا قضاء وقت فراغهم، إما في أنشطة منتجة، مثل التمارين والهوايات والجري أو غير المنتجة، مثل مشاهدة التلفزيون أو استخدام الهاتف والكومبيوتر.
راجع الباحثون البيانات، ووجدوا أن الحصول على وقت فراغ كان مفيدًا، لكن إلى حد معين.
كما وجدوا أن المزيد منه لا يعطى شعورًا بالرفاهية، وحتى يتأكدو من دقة وشمولية مثل هذه الانطباعات، قاموا بتصميم تجارب عبر الإنترنت، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم ملاحظة نتائج مماثلة أيضًا.
وكان ملفتًا أن النتائج تفاوتت، حيث ارتفعت نسبة الذين قالوا، إن وقت الفراغ الطويل أصابهم بالتوتر، لإحساسهم أنهم غير منتجين.
وكان الإحساس بالإنتاج هو الذي يوفر السعادة، وهو الذي يميز بين من يقضون أوقات الفراغ في أمور مثمرة، مثل التدرب على آلة موسيقية أو القيام بتمارين عبر الفيديو، وبين من يقضون في أنشطة وانشغالات لمجرد تعبئة الفراغ، وجد المشاركون فيها الرضى أكثر ممن قضوها في أنشطة غير منتجة.

مستخلصات الدراسة


انتهت الدراسة البحثية إلى ثلاثة قناعات، وإن تفاوتت من بيئة وثقافة إلى أخرى:
الأولى، أن الحصول على قدر معتدل من وقت الفراغ، يُعد أمرًا مثاليًا للصحة العقلية والرفاهية.
والثانية، أن قلة وقت الفراغ تؤدي إلى الإجهاد، بينما يؤدي الإفراط في استخدام الفراغ، إلى عدم الإحساس بالهدف والإنتاجية.
ما يعني، وهي القناعة الثالثة، أن الموازنة بين العمل ووقت الفراغ يومًا بعد يوم، هو السر في إيجاد الإحساس الأمثل بالرفاهية.