اهتماماتك

1 مايو 2020

مع تقنين السهرات والخيم الرمضانية.. هل من بدائل عنها؟

يأتي رمضان لهذا العام وقد أوقفت جميع السهرات والخيم الرمضانية التي كانت في سابق الأعوام نمطاً وطقوساً رمضانية لا يمكن لكثيرين الاستغناء عنها، حتى وإن كانت تستمر لساعات متأخرة من الليل.

غير أن هذا الموسم الرمضاني تغيرت فيه المجريات، وغابت الأمسيات التي كانت تصنع جواً فريداً من التقارب الاجتماعي وعودة التواصل مع العائلة والأصدقاء بعد غيابهم الطويل جراء الحجر المنزلي الذي ألزمهم منازلهم منذ أشهر.

سهرات مقنّنة

عن هذا الموضوع، يوضح المتخصص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات أن تقنين السهرات الرمضانية التي لم تعد كما كان سالف عهدها هي صورة لم تعهدها الأسرة العربية، ولكنها تمكنت، مضطرة، من الانشغال بطرق أخرى، كالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعج بالكثير من الأمور والمواضيع التي تشغل مستخدمها.

أما التلفزيون والأعمال الدرامية فلعبت دورها الجيد الذي يسد مكان السهرات الرمضانية التي اعتاد عليها الأفراد، فأصبحوا مضطرين للبقاء في منازلهم والتسلية ومتابعة ما هو متاح من برامج ومسلسلات، خصوصاً أن أجواء الحجر المنزلي والخوف من انتشار وباء كورونا لا يزال يخيم على العالم.

سهرات بيتية بديلة

إن الجو الرمضاني الحالي هو فرصة كبيرة كي يجلس الآباء مع أبنائهم بدلاً من السهرة الرمضانية التي قد تطول إلى ساعات، يغيب فيها بعض أفراد العائلة كالأبوين مثلاً عن أبنائهما، وفق العمارات.

وهناك فرصة أخرى، كأن تستبدل الأسرة الجلوس أمام التلفزيون والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي وقضاء الوقت دون أي فائدة إيجابية بإحلال السهرات الرمضانية العائلية داخل المنزل، واستثمار هذه الفرصة لإعادة الأسرة إلى ما كانت عليه من ودّ وتآلف، وفرصة لكي تعود الأسرة إلى ترابطها الذي افتقدته منذ سنوات طويلة، من حيث التواصل بين الصغار والكبار والاطمئنان على جميع أفراد العائلة بشكل يومي والتخطيط للأيام المقبلة، أي يكون شهر رمضان فرصة لاستعادة القيم الجميلة المفقودة التي أصبحت العديد من الأسر تتوق إليها، كاللّمة العائلية والحديث بين كافة أفرادها.

وباعتقاد العمارات، يمكن إسباغ صورة رمضانية جميلة يتم من خلالها إحداث نوع من التغيير في سلوكيات الأسرة، كأن يقوم الأفراد بترتيب برامج مسائية الهدف منها مراجعة بعض العادات والقيم الرمضانية التي كانت تشكل عبئاً على الأسر، وهي في الواقع أكثر قبولاً وأقل كلفة.

من تلك البرامج، إعداد خطط يشترك فيها الجميع كي لا يشعروا بالملل، كعدم تفويت ممارسة النشاطات الرياضية ما بعد الإفطار، سعياً للحركة والنشاط، بحيث يتم استخدام بعض الأدوات الرياضية المتوفرة في المنزل أو ساحته، كما يمكن ممارسة رياضة المشي حول محيط المنزل أو ركوب الدراجات الهوائية مثلاً.

بالإضافة لذلك، يمكن زيارة الجيران والأقارب المحيطين أو الذين يسكنون في نفس المبنى، وبالتالي تجمع الأطفال واللعب مع بعضهم تحت أنظار أهلهم.

وما ينتهي إليه العمارات، هو أن رمضان هذا العام وإن اختلف بكل طقوسه وسهراته، فإنه لن يكون إلا محطة يعيد فيها الأفراد والأسر ترتيب حياتهم حتى يكونوا قادرين على تخطي مرحلة من مراحل الحياة.