اهتماماتك

30 مايو 2019

تريدين ممّن حولكِ أنْ يغيّروا طباعهم وتفكيرهم؟ هكذا تساعديهم على ذلك!

أمرٌ طبيعيّ أنْ تتوقّعي، أو تطلبي من الآخرين أنْ يتغيّروا باتّجاه ما ترينه أفضل بالنّسبة لهم ولك.

ينطبق هذا الأمر علينا جميعًا، ونحن نتمنّى لأهلنا، وشركائنا، وأصدقائنا أنْ يغيّروا طرائق تفكيرهم، أو أساليب حياتهم. لكن، يغيب عن بالنا أنّنا ربّما نكون غير مستعديّن لدعمهم (ازواجًا وابناء وأصدقاء)، والسّماح لهم بأنْ يتغيّروا.

مجلة "سايكولوجي توداي"، الأمريكيّة تناولت هذا الموضع، برغبة أنْ ترينا من أنفسنا ما لا نريد أحيانًا أنْ نعترف به.

هل نريد حقًا أنْ يتغيّر النّاس؟



تنطلق الدّراسة من أنّه سواء أحببنا ذلك أم لا، فإنّ التّغيير أمرٌ مثير للقلق لدى الغالبيّة العظمى منّا، وقد لا نكون مدركين لذلك، لكنّه يحكم سلوكنا طوال الوقت.

وتتساءل: لماذا نسخر من صديق يتّسم بالقلق، عندما يحاول أنْ يتصرّف بثقة بالنّفس؟ لتجيب أنّنا نودّ الحفاظ على التّوازن في علاقاتنا من أجل الابقاء على القلق عند الحدّ الأدنى، حتى لو كان الوضع الرّاهن يعني وجود خلل في المنزل، أو في العمل.

وتعرض الدراسة أسبابًا أخرى، تجعلنا لا نريد أنْ يتغيّر الآخرون، ومن هذه الاحتمالات:

- إذا تغيّر شخص ما، فلن يكون لديّ عذر لأكرهه بعد الآن.

- إذا تغيّر شريكي، فسيتعيّن عليّ تغيير نفسي، وتحمّل المسؤوليّة عن تصرّفاتي السّلبيّة.

- أنا مرتاح لطريقة سير الأمور، لا أريد أنْ أخسر هذا الشّخص، أو تغيير الموقف، أو المكان.

- إذا كنت أعتقد أنّ هذا الشّخص يتغيّر، فهذا يعني أنّني ساذج، وسوف ينتهي بي المطاف إلى الاستفادة من تغيّره.

وتقول الدراسة، إنّ الأشخاص الذين يتغيّرون حقًا، نادرًا ما يعترفون بأنّهم تغيّروا. لهذا، علينا الانتظار، للتّأكّد من هذا التّغيير، وإذا كان التّغيّر نحو الأسوأ، فعليكِ اتّخاذ الخطوات اللازمة لحماية نفسك، أما إذا كان التّغيّر إيجابيًا، علينا منحه الوقت الكافي للتّأكّد من أنّ التّغيير حقيقيّ.



مثلاً، إذا كان زوجكِ لا يعبّر عن مشاعره عمومًا، ثمّ بدأ يظهر هذه المشاعر بالكلمات، والتّصرّفات، فلا تقومي بصدّه، بل تجاوبي معه بلطف وتصرّفي بمحبّة، لأنّ المزيد من المحبّة من جانبكِ، قد تؤدّي إلى مزيد من الحنان نحوكِ، في قلبه.

وتذهب الدّراسة الى أنّنا إذا أردنا أنْ نساعد الآخرين حقًا، في في تغيير أنفسهم، علينا أنْ نعيد النّظر في بعض مواقفنا نحن، لكي نكون عاملاً مساعدًا لهم على التّغيير، لا عامل إحباط. وهذا يعني :

- قبول التّغيّر في سلوكيّات الآخرين، دون الإشارة إلى سلوكهم السّابق، أو السّخرية منهم بأيّ طريقة.

- السّماح للآخرين بالحديث عن أنفسهم، بطريقة مختلفة، دون تكذيبهم، خاصّة إذا كان ذلك لا يلحق الضّرر بالآخرين.

- قبول تغيّرهم الإيجابيّ، رغم أنّنا نعرف أنّها تتعارض مع ما نعرفه عنهم حقًا.

- الاستماع لهم، حول لماذا يرغبون في أنْ تغّيروا.

وتنتهي الدّراسة، إلى أنّ التّغيير في أنفسنا صعب، لكنّنا نقبله لأنفسنا، لأنّنا نعرف دوافعنا الخاصّة، بينما السّماح للآخرين بالتّغيير يملؤنا بالشّكّ وعدم الثّقة، لكنْ علينا أنْ نتذكّر أنّ الأمر سيكون أسهل بكثير إذا تعلمنا أنْ نتسامح مع قلقنا بما يكفي، للسّماح للآخرين بحريّة التّغيير.