اهتماماتك

6 فبراير 2019

التقدُّم بالعمر ليس عائقًا.. هكذا تكتشفين موهبتكِ وتصنعين عالمكِ!

في كثيرٍ من الأحيان تنشغل المرأة بمتطلبات الحياة وانشغالاتها، وتهمل ذاتها واهتماماتها، ولعل من أبرز صور هذا الإهمال عدم التفاتها لممارسة الهواية المفضلة لديها، أو حتى عدم اكتشافها وتنفيذها على أرض الواقع.

فهل شعرت عزيزتي المرأة أن لديك موهبةً دفينةً لم تكتشف بعد؟، وهل يقتصر اكتشاف الموهبة على مرحلة عمرية ما؟.

حول ذلك، تتحدّث الاختصاصية التربوية الدكتورة أمل بورشك وتقول: "إن الموهبة باختصار تميز الفرد بقدرات تميزه عمن حوله في عدة جوانب، وتدل على مستوى عالٍ من التفكير والأداء، وهي لاعلاقة لها بذكاء الفرد فكثيرٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة موهوبون".



ووفق بورشك، فقد عرّفت بعض الدراسات الموهوب بأنه كل من يمتلك قدرة استثنائية وأداءً غير عادي مقارنةً بالفئة العمرية التي ينتمي إليها في مجال أو أكثر من المجالات العقلية أو الأكاديمية أو الإبداعية أو القيادية أو الفنية أو الحركية في مجالات الحياة والقيام بمهارات متميزة مثل الفنية أو الرياضية أو اللغوية واتصافه بالمثابرة والالتزام والدافعية العالية والمرونة والأصالة في التفكير كسمات شخصيه تميز الموهوب عن غيره من العاديين.

وتضيفُ الاختصاصية بورشك: "يتّسم الإنسان بحبه للحياة وحرصه على مواكبة التقدم والارتقاء ومن يحظون بهذا هم من يحرصون على وفرة إنتاجهم وتقديمه للآخرين لإسعاد أنفسهم وإسعاد الآخرين باكتشاف مواهبهم وصقل مواهبهم الدفينة، وحرصهم على ما ينشر على الشبكات لتنمية قدراتهم ومواهبهم الخاصة فيستثمرون فراغهم بما يعود على النفع لذاتهم وللآخرين.

ومن الجميل أن نتائج كثير من الدراسات أظهرت أن مُتغيّر العمر الزمني ذو تأثير إيجابي على تحدي مشكلات الموهوبين في كل الأبعاد لصالح الموهوبين الأكبر عمرًا، بحسب بورشك التي أكدت أنه وبعد تقدُّم العمر، يحدث تغيير إيجابي ما على طريقة تفكير المتقدّمين بالعمر نتيجة الخبرات التي مروا بها أو شعورهم بالوحدة وإحباطهم من بعض تصرفات من حولهم، إذ لم يعد يتأثر بكثير من الأمور التي تدور من حوله، فتجده متأملاً في عالمه الخاص.

ومن هنا، تقولُ بورشك: أصبح يمتلك متسعًا من الوقت وقد تتوفر لديه البيئة المناسبة والفكر الثري الذي يدعم ما كان يتطلع إلى تحقيقه ويتفرّغ لنفسه، وإن أهم طريق إلى اكتشاف الموهبة هي الحفاظ على صحة جيدة، والبحث عن فرص للتعلم الدائم مدى الحياة والابتعاد عن التفكير السلبي والمشاركة الفاعلة والاندماج في المجتمع وتوفير الإمكانات المناسبة لدعم الموهبة.



وتُضيف بورشك: "إن العودة لذكريات أيام الطفولة والدراسة تقودك إلى اكتشاف موهبتك، وتساعدك على استدلال ما كان يُدخل السعادة إلى روحك، وما يرسم الابتسامة على وجهك، ومن هنا لا بد من استشارة بعض الصداقات القديمة التي قد تساعدك على تبني موهبتك الخاصة، كما أن مقارنة قدراتك بقدرات الآخرين ومتابعة إنجازاتك من خلال التجربة والتطبيق والقراءة الورقية أو الإلكترونية في مجال ترينه يتطابق وقدراتك، فضلًا عن استثمار أوقات فراغك بما هو مفيد، والقيام بممارسات فعلية لما تثقّفت فيه وترجمة ما قرأته من أفكار عن قدراتك باتجاه موهبة ما والبدء بتطبيقه".

وتُذكر بورشك بأن كل إنسان يمتلك أشكالاً متعدّدة من القدرات الكامنة والتي تعمل بتناسق معًا للظهور على شكل إبداعات متنوعة، ويمكن ظهور هذه الموهبة بتقديم العناية والممارسة المناسبة لميول الفرد وقدراته، لذا عليك الاهتمام بقدراتك ولا تنتظري أحدًا. ففي حياة كل منا تحديات ومعيقات كثيرة تعيقنا عن الاستمتاع بممارسة هذه الموهبة في الأسرة والمجتمع، فحافظي على توازنك النفسي حتى لا تتعرّض هذه المواهب للاندثار بسبب التوتر وفقدان الحماس والشعور بعدم الثقة.

وتلفت بورشك إلى أن "الاستسلام للتحديات والضغوط اليومية الحياتية يمنعك من التقدم والارتقاء لذا كموهوبة تذكّري أن تتميزي عن الآخرين بقدراتك، وأبرزي مواهبك وقدراتك النادرة عمن حولك لتكون هذه التحديات أداة صقل لموهبتك فأفرغي طاقاتك في أحد المجالات كالزراعة أو الطهي أو الرسم أو التطريز أوالخياطة أو الغناء أوالتأليف والقراءة وكتابة الخواطر والشعر أو الرقص أو الرياضة أو الرسم الإلكتروني وابحثي عن المواقع والأفلام التي تتناول موهبتك والأسماء اللامعة في هذا المجال واقرئي سِيَرهم الذاتية وابحثي عن قدوة في مجتمعك لتقلّديها".



وبالإضافة إلى ما سبق، تنصحُ بورشك باللجوء إلى الأعمال التطوعية والمراكز الثقافية، فقد تجدين من يحتضن موهبتك ويقويها وُيقدّم الدعم الذي تحتاجينه، بالإضافة إلى الاستزادة بوسائط التعلم الذاتي والتثقيف الذاتي والاسترشاد بآراء المختصين والبحث عن أصدقاء لديهم ذات الميول والاهتمامات، فضلًا عن الحفاظ على دافعية عالية والاتّسام بالثبات الانفعالي والشعور بالمسؤولية والقيادية والواقعية والابتعاد عن المزاجية، فكل ذلك يساعدك على بروز قدراتك الموهوبة لأنك بحاجة إلى الابتعاد عن الأجواء السلبية الناقدة.