اهتماماتك

21 مايو 2017

فوائد غير متوقعة للفكاهة حين تسود أماكن العمل

الفكاهة امر منشط للعقل والجسم، ولعلها أفضل علاج للقلق والاكتئاب. كما أنها تجذب الأصدقاء وتحافظ عليهم وتخفف عنهم أعباء الحياة.

يمكن استخدام الفكاهة في العمل، ولكن سوء استخدامها يضر. ومن المهم دراسة موضوع الفكاهة في مكان العمل لفهم القيادة والتواصل. فهي واحدة من أعلى أشكال التواصل الإنساني: تؤدي إلى صداقة حميمة، وتكسر التوتر، وتغني عن كثير من الكلام، وتجمع الناس معا بطريقة لا تشبه أي طريقة.

مراكز أعلى وموارد أفضل



في بحث حديث بعنوان"مخاطر الأعمال: عندما تجعل الفكاهة الوضع أحسن أو أسوأ"، قام الأكاديميان الأمريكيان شويتزر وبروكس بعدة تجارب حول تأثير روح الدعابة في العمل. ووصلا إلى نتيجة مفادها أن الأشخاص الذين يتمتعون بروح الدعابة وصلوا إلى مراكز أعلى وزادوا من موارد الشركات التي يعملون بها.

وتقول الدراسة إن الناس يسعون جاهدين ليظهروا كمختصين، ولأن الكفاءة غالبا ما تكون غامضة، فإن أصحاب الشركات يعمدون إلى النظر في القدرات والسلوكيات التي تشكل مؤشرا على كفاءة الشخص. وقد أشار البحث إلى أن المختصين يبدون أكثر جرأة وثقة ويظهرون مساهمة بناءة خلال الحديث، كما أن لديهم القدرة على استخدام الفكاهة بشكل جيد.

ثقة وكفاءة ومكانة أكبر



عندما يقول شخص ما نكته أو دعابة وتكون حقا مضحكة وفي الوقت المناسب، ينظر الجميع إلى من رواها كشخص يتمتع بقدر أكبر من الثقة والكفاءة والمكانة. وهؤلاء الأشخاص يملكون فرصا أكبر لتولي مراكز قيادية. تأثير النكتة يكون قويا وإيجابيا جدا في مكان العمل، قويا إذا ضحك الآخرون بسببها. فالضحك يجعلنا نشعر أننا بحالة جيدة، وهو جيد للصحة عموما.

بالإضافة إلى ذلك، ظهر أن تأثير الفكاهة الناجحة على الآخرين كان قويا لدرجة أن العاملين كانوا يتذكرون الوقت الذي قال فيه زميل العمل نكتة مضحكة أو فعل شيئا مضحكا،ما يزيد من مكانته عند زملائه.

اختيار النكتة بحكمة



ومع ذلك، الفكاهة محفوفة بالمخاطر. عندما تكون النكات فاعلة تشكل رأس مال اجتماعيا كبيرا، لكن عندما تكون سيئة أو غير لائقة فإن ذلك يؤدي إلى تخبط كبير. فقد وجد الباحثون أن قول نكتة غير لائقة يؤدي إلى انخفاض ملموس في الكفاءة وفي المكانة عموما، لذلك يجب اختيار النكتة بحكمة. ومع ذلك، ما زال اختيار نكتة غير لائقة يؤدي إلى ثقة أعلى لكن مع مكانة أقل، وإذا جعلت تلك النكتة غير اللائقة الناس يضحكون، يصبح الضرر أقل بكثير.

الفكاهة منتشرة، وإطلاق نكتة هو فرصة للأفراد لتحسين وضعهم. وإذا كان الأفراد يقولون النكات المناسبة التي تجعل الآخرين يضحكون، فذلك يشير إلى الثقة والكفاءة ووضع أفضل. أما إذا كانت النكات غير مناسبة ولم يضحك لها الآخرون، فمن المرجح أن يظهروا بمظهر الواثق، لكن بكفاءة أقل ومركز أدنى،وقد تؤدي نكتة سيئة إلى أن يفقد العدید من الأفراد فرصا لإظهار کفاءتهم وتحسين وضعهم. ومن هنا تتضح أهمية أن نكون على دراية بمخاطر إطلاق النكات غير المناسبة، وخاصة في العمل، والاحتفاظ بها لأنفسنا.

الدعابة في محلها



رغم ذلك علينا التفكير في كيفية استخدام الفكاهة، إطلاق نكتة بين وقت وآخر أمر جيد. روح الدعابة تقول الكثير عن الشخص، وهي أمر مهم في جميع العلاقات.ووجود عدم تجانس في روح الدعابة بين الزوجين أمر سيء جدا. عندما يشترك الناس بروح دعابة متشابهة، نشعر على الفور أنه أقصر طريق لعلاقة حميمة. الفكاهة يمكن أن تخفف التوتر، وهي أداة هامة لحل النزاعات، ولكن نكتة في غير محلها يمكن أن تكون مزعجة جدا وتتسبب بضرر غير مقصود. وبما أن الكثير من الفكاهة يأتي تلقائيا، من المهم عندما نكون في العمل أو عند فض نزاع بين اثنين أن ننتبه لما نقول.

إذا كنت تستعدين لمقابلة عمل، بالإضافة إلى الأسئلة والإجابات الجيدة، من الجيد تحضير بعض النكات المناسبة لاستخدامها باعتدال تبعا للوضع عند المقابلة، لكن تأكدي من اختيار النكتة الصحيحة وفي الوقت المناسب.