اهتماماتك

24 أبريل 2017

الاعتقاد بالمقتنيات التي تجلب الحظ والرزق.. حقيقة أم أوهام؟

يعتقد بعض الناس أن أموراً معينة يمتلكونها هي السبب في جلب الحظ والرزق لهم، بالمقابل يكرهون أموراً أخرى بداعي أنها تجلب النحس وسوء الحظ لهم، وقد لا نستغرب إذا وجدنا سيدة تحمل محفظة قديمة ومهترئة، لاعتقادها أنها لا تخلو من النقود أبداً، أو عندما اشترتها حصلت على الشيء الذي كانت تتمناه، لذلك فإن هذه المحفظة فأل خير عليها، ومدعاة للتفاؤل بسببها، وبذلك لن تستغني عنها مطلقاً.

وفي مثال آخر، قد نجد أحدهم يستخدم جهاز كمبيوتر قديم النوع، وفيه من التشوهات ما يكفي لإتلافه، وإن سألته عن سر الاحتفاظ به رغم مقدرته على شراء غيره، قد نسمع جواباً يقول إن ذلك الجهاز ومنذ لحظة شرائه، لم يتوقف صاحبه عن العمل عليه، وبالتالي الحصول على المال، أي أنه فاتحة رزق  و"وجهه خير عليه".



فهل هذا الاعتقاد صحيح؟

بحسب ما أوضحه الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي لـ "فوشيا" نعم، إن هذا الاعتقاد صحيح، لكونه ناجما عن موروثات اجتماعية تم توارثها عبر الأجيال، حتى إن لم نقتنع بها، لكننا نمارسها بحكم التنشئة الاجتماعية والتقليد للمجتمع والأصدقاء.

وقال الخزاعي إن النقطة المهمة التي يعود لها سبب احتفاظ الناس بتلك المقتنيات ليس لأنها تجلب الحظ فقط، بل قد تكون هدية من إنسان عزيز عليهم، أو أنهم تعوّدوا على حمل الهدية والنظر إليها باستمرار، لذلك يحافظون عليها، أو أن تكون رمزاً أو دلالة على صداقة أو علاقة محبة تربط الناس بين بعضهم، فالاحتفاظ بها والحفاظ عليها يُعدّ صورة إيجابية تذكّر الناس ببعضهم البعض.

وحتى المقتنيات التي يشتريها الإنسان بمحض اختياره، ربما يكون سر احتفاظه بها رغم انتهاء صلاحياتها جاء نتيجة موقف جميل حدث معه في اللحظة التي كان يحملها مثلاً، ما استدعاه للتفكير أن هذا المقتنى هو السبب في جلب السعادة أو الرزق له بحسب الخزاعي.

وقال: "إن أي سلوك يقوم به الإنسان يجب احترامه، شريطة عدم المبالغة وعدم الافتخار في مثل تلك المقتنيات، لعلم الجميع أن الرزق والسعادة وأي مكسب هو من الله الذي يمنحه للإنسان ويسخره له".