انستغرام

11 ديسمبر 2017

لماذا ننشر تفاصيل حياتنا على مواقع التواصل الاجتماعي؟

اختلف معنى الخصوصية والحياة الشخصية، مع ظهور وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الماضي كنا نقدر الخصوصية ونعتبر انتهاكها تعدياً على حقوق الغير، وانتقاصا من قدرها، وتهكماً واضحاً على تصرفاتنا وأفعالنا.

وكنا نتحفظ في كلامنا عن الحياة الخاصة حتى مع المقربين منا. وللأسف تغيرت الأحوال، واختفت الخصوصيات، وانُتهكت الحرمات على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت آفة تهدد علاقتنا وحياتنا، وقمعنا حريتنا بأيدينا، فنحن المذنبون ولا أحد سوانا.

وقد نجد المجروحة تضع صورة فتاة تبكي وتكتب معلقة: "حسبي الله في من ظلمني وجرحني، وما تلبث أن تضع صورة أخرى لفتاة تقفز فرحًا وتكتب عليها: لا أستغنى أبدًا عن حبيبي مهما أساء ليّ" ومن البديهي أن نفهم أن هناك شخصاً ما تصرف معها تصرفاً غير لائق، ثم اعتذر! فكانت الشكوى في الحالة الأولى، والصلح في الثانية.

وهكذا بين الخوف والرجاء واليأس والأمل تتأرجح مشاعرنا، وفي كل مرة نطلع الناس على أسرارنا وتفاصيل حياتنا الخاصة، غير مكترثين بالعواقب، أو ما نجنيه لاحقاً نتيجة هذه التصرفات. إذا لابد أن ننهي هذه المهزلة ونمحوها من حياتنا قبل فوات الأوان، وستتضمن السطور التالية ما يتوجب علينا تجنبه، لنحافظ على حياتنا وعلاقتنا الشخصية دون اختراق، كما وردت في مجلة "بيتر مي":



انتهاك خصوصية الشريك

تنشر إحداهن أخبار شريكها مع صديقاتها دون علمه، وهو ما يسيء إليه بالطبع، لأنه لا يريد أن يطلع أحد على أخباره، وهذا حقه، وبالتالي تتوسع الفجوة بينهما وتضعه في موقف محرج لا يحسد عليه.

انتقاد الشريك وقت الخصام

الشجار أمر طبيعي بين الشريكين، وكم من أزواج استمر بينهم الخصام لسنوات ولا يعلم بذلك أحد، فلم نجد بعضهن تحكي عن المشاجرة بتفاصيلها لمجرد معرفة رأي الآخرين، ولإثبات أنهن على حق غير مباليات بالنتائج.

العواقب وخيمة

سيدة أخرى بمجرد علمها بأنها حامل، تهرول على فيس بوك بوك لزفّ الخبر للجميع، رغم نصيحة الطبيب بالانتظار حتى الربع الثاني من الحمل، للاطمئنان على الحمل وحالة الجنين خشية حدوث الإجهاض، ونسألها ما الداعي لنشر صورة الجنين عند عمل السونار، وكيف الحال إذا تم الإجهاض بسبب تسرعك؟



صور خاصة في أوضاع حميمية

قبل أن يقبلها زوجها تطلب منه الانتظار حتى تأخذ معه السيلفي لتنشرها على فيسبوك، وكأنها تخرج لسانها وتقول لصديقتها غير المرتبطة أو الأرملة أو المطلقة "موتي بغيظك"، فهل ضاع الحياء أو مات الإحساس بمشاعر الآخرين؟

الهدايا الباهظة

عندما يقدم شريكها لها هدية ما تركز في صورتها على ماركتها وكود ثمنها الباهظ، فهذه الحقيبة من لوي فيتون، وذاك القرط الياقوتي والعقد اللؤلؤي من محل الجواهر الملكي، هي أشياء رائعة بلا شك، ولكنها لم تضع في حسبانها أن ثروتها الهائلة لا يهتم  بها أحد، ولم تفكر في الفقير الذي لا يجد قوت يومه.

اللقاء والفراق

نتحدث عن العلاقات الشخصية وكأنها أخبار الحرب بين داعش والعراق، وننشر التفاصيل عن المرتبطة والمطلقة، ونجد وابلاً من التعليقات المستفزة على الحالتين، فهذه المحبة تطير بجناحي السعادة، وتلك المطلقة تسب وتتلفظ بأقذر العبارات.




 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

إطلاع العالم على الخطط المستقبلية

بينما تجلسين في الحديقة وتحتسين كوباً من الليمون، ليساعدك على الاسترخاء، ثم تفتحين حسابك على فيسبوك، تعرفين بأن فلانة ستسافر إلى فيينا في الربيع القادم مع زوجها، والأخرى ستقضي عطلة الكريسماس مع سانتا كلوز فوق برج إيفل، وهكذا أصبح الفيسبوك مجتمعاً صغيراً، تكثر به النميمة بأخبار ليس للناس فيها ناقة ولا جمل.

الصور الخاصة

لكل فعل رد فعل، فهل فكرت من تنشر صورها الخاصة على فيسبوك ما سيدور من مناقشات حولها، أو أنها ستقع فريسة للشائعات، حينئذ نلقي اللوم عليها أم على من أثار الشائعات؟

نشر النكات عن الشريك

هل شعرت من تنشر النكات والعبارات الساخرة عن زوجها بالاحترام يوماً تجاهه؟ وهل تخيلت أنها بذلك تفقد احترام الناس لشريكها، وأن النتيجة هي عدم احترامها بالتبعية.



وأخيراً مهما كانت التصرفات تافهة، فهي انتهاك صارخ للخصوصية، وتدخّل سافر في حياتنا، وللأسف نحن من نصنع ذلك بأيدينا، فهل نرجع ذات يوم لاحترام حياتنا الخاصة؟ ولا ندعها كالسلعة المعروضة للجميع يشتريها من يرغب بها، ويعرض عنها من ليس بحاجة إليها؟