صحة ورشاقة

22 مارس 2017

دراسة: عالجي السلبية والكآبة بـ "الكتابة"!!

في الواقع، ينشغل الإنسان وبشكل يومي بمجموعة من الأفكار التي تدور في ذهنه. ونظراً لعدم وجود أفكار تتسم بالإيجابية المطلقة، من الطبيعي أن تكون هناك أفكار سلبية وضرورية للتفكير فيها، تستمر في السيطرة عليه، وهو يبقى أسيراً لها، غير قادر على إدارة أفكاره وتحرره منها.



وقد أثبتت الدراسات أن الإنسان يفكر بما يقارب الـ 60000 فكرة يومياً، منها الإيجابي الذي يمرّ سريعاً، ومنها السلبي الذي يبقى في خلد الإنسان إذا ركّز فيه أكثر من اللازم.

فكيف يمكن التخلص من أفكارنا السلبية والمزعجة؟

بعض الدراسات أثبتت أن للأفكار السلبية تأثيراً على صحة الإنسان، إلا أن المستغرب في هذه الدراسات أن أحد الأمراض التي قد يصاب فيها هي مرض السرطان، ذلك أن الاكتئاب والعدوانية وتقلبات الشهية كلها عوامل تساعد على إصابة الأشخاص الذين يفكرون سلباً بهذا المرض.



ونظراً لخطورة الأمر، فقد نصح علماء النفس والتنمية البشرية بضرورة التخلص من كل فكر سلبي، والتفكير بكل ما هو إيجابي لضمان بقائه في المسار الصحيح لحياته، والذي سيقوده إلى المستقبل المشرق الذي يحلم به.

وأثبتت الدراسات أنه إذا سأل المرء نفسه حول الأفكار التي تدور في عقله، تجده يتذكر جزئية صغيرة منها، هي فقط الأفكار الملحة بالنسبة له، والتي فكر فيها بعقله الباطن وتحولت في ما بعد إلى روابط متينة بدأت بالإلحاح على عقله بشكل سلبي، ويتمنى المرء أن يتجنب التفكير فيها، لذلك فإن الحل الوحيد لهذه المشكلة يبدأ من خلال رفض تلك الأفكار والبدء بتنظيف العقل الباطن منها داخلياً.



ثم يليها خطوة تالية للخلاص من الأفكار المزعجة تتمثل بكتابتها، ثم إعادة هندستها، لأن الفكرة تقود لشعور معين، ثم يوصل هذا الشعور المرء لسلوك ما، أي يمكن تمثيلها كالآتي: "الفكرة فالشعور ثم السلوك"، فحينما تشعر بأمر سلبي، اسأل نفسك: ما هو الموقف الذي جعلك تشعر به بشكل سلبي؟ وبماذا كنت تفكر حينها؟ وبماذا شعرت؟ بعدها، اكتب كل الإجابات التي أجبتها مع نفسك على ورقة للتعرف على حقيقة الفكرة المتركزة في عقلك الباطن، ثم ضع أفكاراً إيجابية كحلول بديلة لما كتبته على الورقة.



إن تلك الأفكار الإيجابية التي وضعتها تجعلك تشعر إيجاباً تجاه ما مررت به من مواقف، فمثلاً، لو اتصلت بأحد أصدقائك المقربين بهدف الخروج معه ولم يجِب على اتصالك، ولم يكلمكَ نهائياً، لا تفكر باحتمالية عدم أهميتك عنده، واستبدلها بكتابة الاحتمالات التي منعت صديقك من الاتصال بك.

ولا بد من الحذر من أي ردة فعل قد تقوم به بناءً على الأفكار التي نشأت في عقلك الباطن ولم تتحقق منها، بل عليك بمحاولة التأكد منها حتى لا يقودك أي فعل إلى الندم لاحقاً، وأيضاً لا بد من ضرورة استرجاع تلك الأفكار ما إذا كانت مبنية على حقائق أما كانت افتراضات غير مؤكدة بالنسبة لك.