أشاد المشاهدون بـ"النقلة النوعية" للمسلسل الدمشقي "الكندوش 2"، لا سيما بعد أن خيّب آمال الجمهور في موسمه الأول، وهو من تأليف حسام تحسين بيك، وإخراج سمير حسين وإنتاج مجموعة ماهر برغلي.

واعتبر الجمهور أن أبرز الأمور التي جعلت "الكندوش 2" مختلفا هو التغيير الكبير الذي طرأ على السيناريو والحبكة الدرامية، إذ شهدت كل حلقة من الحلقات حدثا مهما، عدا عن المفاجآت التي لم يتوقعها الجمهور، كما تطرق للحديث عن الأمراض النفسية التي يُعاني منها بعض الأشخاص، والتي قلّما نشاهدها في مسلسل بيئة شامية.

قصة العمل

وينتمي المسلسل إلى أعمال البيئة الشامية، وكانت قصته استمرارا لأحداث الجزء الأول في إطار درامي اجتماعي دمشقي، حول أحد الرجال الأثرياء "عزمي بيك- أيمن زيدان" الذي تنقلب حياته رأسا على عقب عندما يُعجب بأرملة تسكن بجواره ويتزوجها سرا، وهي "ياسمين- سلاف فواخرجي"، لتتصاعد الأحداث مع محاولة أحد الأشخاص إخبار زوجته "صباح الجزائري- نهلة"، حيث تعكس القصة صراعا بين محوري الخير والشر، عدا عن المشكلات الأخرى التي يتناولها المسلسل كالبخل والظلم الذي مر على شخصياته.

ولاقى المسلسل بموسمه الأول انتقادات واسعة بعد عرضه في الموسم الرمضاني الفائت، وخصوصا أن العمل خيب توقعات الجماهير بعد الحملة الترويجية الكبيرة له قبل عرضه، إذ وجد المتابعون أن سير الأحداث كان بطيئا جدا، وأن الأحداث لم تكن مشوقة بل مملة، إلا أن صنّاع هذا العمل الدرامي حاولوا التحسين من صورتهم بهذا المسلسل، والتي لم تكن على مستوى الآمال أمام المُشاهدين حيث حمل الجزء الثاني تغييرا كبيرا في الحبكة والمضمون من وجهة نظر المشاهدين.

سامية الجزائري بحضور مُلفت

وتفاعل المتابعون مع مشاهد الفنانة سامية الجزائري، وقدرتها على إدارة شخصيتها، ليتزايد التفاعل مع مشهد وفاة شخصيتها "أم مصطفى"، الأم البخيلة التي تعكر صفو حياة أبنائها بتعاملها القاسي معهم، وفرض سلطتها وقراراتها عليهم، ولا يهمها مدى محبتهم لها، بل كان تركيزها على خلط الماء بالحليب كي تزداد كميته أو بإخفاء المونة حتى لو فسدت، تحت عنوان "البخل".

وتوفيت الشخصية بعد مواجهة وتمرد أبنائها عليها، ليصرخوا بعد وفاتها مطالبين إياها أن تعود للحياة، وأن تبقى كما هي بصفاتها غير المحببة.

وتداول رواد السوشيال ميديا خبر وفاتها بكثرة، واصفين المشهد "بالحزين"، ومعتبرين أن الجزائري وظفت كل إمكانياتها لتصنع شخصية مختلفة عن الشخصيات الكوميدية التي كانت تقدمها سابقا، إذ أقنعت الجمهور بحضورها الذي جمع بين البخل والحقد والشخصية الخبيثة.

خالد شباط ونجاح كبير

كما أثنى رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الحضور الملفت الذي يتمتع به خالد شباط، فعلى الرغم من أن هذا لا يُعتبر الظهور الأول له إلا أنه كان حديث المتابعين بشخصيته في العمل "مصطفى"، إذ أبدوا إعجابهم بأدائه وحرصه على نقل صورة المشهد بشكل صحيح، وذلك عن طريق تعابير وجهه، وتلعثمه في الكلام مع الآخرين.

و"مصطفى" هو شخص ضعيف الشخصية، غير اجتماعي، عاجز عن حل مشاكله بوجود والدته، كما يغلب على الدور بعض الجانب الكوميدي، ليقدم مشاهده بإتقان واضح وتفاصيل مدروسة بدقة.

حيث أكد المتابعون أن شباط قدّم شخصية "مصطفى" بتفاصيلها الصغيرة حتى في نظرات عينيه وتعابير وجهه وملامحه، لاسيما في المشهد الكوميدي الذي تناقلته الصفحات على السوشيال ميديا، عندما تكون زوجته "أمل -كندا حنا" حاملا، وتشعر بـ "الوحام" على طعام معين، لتقول له أن يأكل معها، ويرد عليها: "بس أنا ما عم أتوحم".

إضافة إلى ذلك حمل الجزء الثاني تغييرات كثيرة منها محاولة "ياسمين" الانتقام من "عزمي بيك" بعد ظنها أنه السبب بقتل والدها، ووفاة شقيق زوجها الذي كان يلاحقها لتفتح الأحداث على حكايات جديدة ومختلفة، واجتماعية، وكذلك التخفيف من حكاية "الحرامي" الذي كان يسرق منازل الحارة، الأمر الذي اعتبره كثيرون في الجزء الأول تسبب بحالة ملل وإطالة لاداعي لها، ومحاولة صناع العمل تكثيف القضايا الاجتماعية، والبحث في عنصر التشويق والإثارة والذي حقق غايته بالنسبة للجمهور في الجزء الثاني الذي شارف على نهايته مع قرب انتهاء شهر رمضان المبارك.

ويشارك في "الكندوش 2" نخبة من النجوم السوريين أبرزهم أيمن زيدان، سلاف فواخرجي، سامية الجزائري، صباح الجزائري، أيمن رضا، كندا حنا، شكران مرتجى وغيرهم.